Résumé:
مما لاشك فيه أن كل من التنمية المستدامة وتحسين كفاءة الطاقة يعدان من بين أهم الموضوعات التي تزايد الاهتمام بها لاسيما بعد الإدراك التام بعدم استدامة نموذج التنمية التقليدي والنموذج الحالي للطاقة على المستوى العالمي، لذا كان لزاما على جميع الدول مضاعفة الجهود ومواكبة ما يحدث من تطورات في هذا المجال بالتحول نحو فكرة الصيغة المستدامة للطاقة المرتكزة على محورين متلازمين لا يمكن الفصل بينهما يتمحور الأول حول تحسين كفاءة الطاقة، في حين يتعلق الثاني بدمج الطاقات المتجددة ضمن توليفة الإمداد حفاظا على الموارد وحماية للبيئة ما يدعم ويعزز مسار تحقيق التنمية المستدامة لأهدافها.
وتظهر العلاقة بين هذين المتغيرين بشكل جلي حيث أن تحسين كفاءة خدمات الطاقة يعد عنصرا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التخفيف من حدة الفقر بتوفير حلول مستدامة تضمن حصول سكان المناطق الريفية والبعيدة على أحدث الخدمات الطاقوية، تحسين نوعية التعليم، توفير المياه النظيفة، تطوير مزيج من مصادر الطاقة المتوفرة يكون أقل تلويثا للبيئة، استخدام موارد الوقود الأحفوري بكفاءة أكبر، استخدام تقنيات الإضاءة والأجهزة التي تتطلب طاقة أقل...الخ.
ومن واقع ما تمتلكه الدول العربية من إمكانيات طاقوية متنوعة حيث تعد من أغنى دول العالم سواء من حيث المصادر "الأحفورية أو المتجددة" من جهة، وفي ظل سعيها لتحقيق التنمية المستدامة مع الأخذ في الحسبان خاصية النضوب للمصدر الأول والوفرة والتجدد للمصدر الثاني من جهة ثانية أدرك الكثير منها الضرورة القصوى لانتهاج مسار تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وهو ما جسدته الخطوات التي اتبعتها في هذا المجال بوضعها لاستراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى، غير أن هذا التوجه لا يلغي وجود الكثير من التحديات والعقبات.