تنمية السياحة الجبلية في الجزائر

Abstract

تتميز ولاية قالمة بمقومات فريدة لتنمية السياحة الجبلية، إذ تضم سلسلة جبال خلابة مثل ماونة ، وبني صالح وبوحمدان، مشبعة بغابات كثيفة (زان، فلين، صنوبر، البلوط ونباتات طبية) تؤوي حيوانات نادرة مثل الأيل البربري، وتحتضن ينابيع معدنية حمام دباغ، و حمام ولاد علي ....، بالإضافة إلى مواقع أثرية رومانية وطنيّة مثل تيبيليس والمسارح والحمامات القديمة . وقد عملت محافظة الغابات مع الجهات المعنية على تهيئة غابات للاستجمام مثل عين الصفراء ومخيم الشباب بجبل ماونة وتطوير مسارات للأقدام ومسارات طبيعية ، ما أسهم في جذب هواة الاستكشاف خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع. أما المبادرات الاستثمارية التي أطلقتها مديرية السياحة، فقد سعَت لاحقا إلى إنشاء مشاريع فندقية ومنتجعات علاجية في حمامات معدنية، مع تسهيلات للمستثمرين، وإعادة تأهيل المواقع الأثرية مثل المسرح الروماني وحديقة كالاما. غير أن هذه الجهود تصطدم بعدّة معوّقات جوهرية، منها ضعف البنى التحتية السياحية (قصور في عدد الفنادق المصنّفة والمطاعم والخدمات)، وتفاوت جودة الخدمات المقدّمة قرب المواقع الطبيعية ؛ إضافة إلى محدودية الترويج الإعلامي والتسويق الذكي المنظم، ولا سيما عبر الشبكات الرقمية والإعلام الجديد. كما تفتقر السياحة الجبلية إلى تخطيط، وإدارة مستدامة بالمشاركة مع المجتمع المحلي، مما يؤدي إلى غياب رؤية بيئية واضحة، واستغلال غير عادل للاستثمارات (حصرها جهات معروفة دون شمول للفاعلين الصغار)، بالإضافة إلى الضغط البيئي وتهديد التنوع بفعل الأنشطة البشرية بدون ضوابط . لذلك، تُوصى الرسالة بإرساء رؤى استراتيجية شاملة لتطوير السلسلة الجبلية: تعزيز البنى التحتية الفندقية والخدمات السياحية، وتحسين النقل الجبلي بالربط المنتظم وإطلاق حملات تسويقية رقمية تبرز المقوّمات الطبيعية والحمومية والأثرية، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي ضمن إطار تخطيط بيئي واعٍ، مع حماية صارمة للغطاء النباتي والحياة البرية، وتعميم نماذج الاستثمار الصغير بما يخلق فرص عمل مستديمة ويضمن توزيع المنافع على مختلف الفاعلين، مما يمهد الطريق لتحوّل ولاية قالمة إلى قطب سياحي جبلي متكامل ومتنوع على مدار السنة، مستفيداً من ثرواته الطبيعية والتاريخية والطبية