Résumé:
إن الإستغلال الحالي للنفط يمثل بدرجة كبيرة استنزافا لثروة ولمورد لن يبقى إلى الأبد ، ويعتبر ذلك مسألة بالغة الأهمية تتعلق بالعدالة بين الأجيال ، كما أن الإعتماد على النفط كمصدر رئيسي للطاقة من أكبر مصادر الملوثات خاصة انبعاث الغازات المسببة للإحتباس الحراري وتغير المناخ. وبالتالي أصبحت قضايا حماية البيئة ضد مخاطر التلوث وترشيد استغلال الثروات الطبيعية خاصة الثروة النفطية من بين القضايا المعاصرة التي فرضت نفسها على المجتمع سواء المحلي أو الدولي ، إذ تركزت الجهود نحو تحقيق تكامل بين التنمية الإقتصادية والإعتبارات البيئية ، وإلى ضرورة استخدام الموارد الطبيعية بأسلوب يضمن بقائها واستمرارها للأجيال القادمة . الجزائر كدولة تعلم مدى مسؤوليتها في المجال البيئي ، فهي تكرس كافة جهودها على الصعيدين الوطني والدولي من أجل حماية البيئة وعدم استنزاف ثروتها النفطية ، رغم أنها وكغيرها من الدول النفطية حققت أرباحا كبيرة في السنوات الأخيرة بفعل الإنتعاش الذي عرفته السوق النفطية ، إلا أن هذه العوائد النفطية لم توظف بالشكل الجيد الذي يسمح لها بتحريك عجلة التنمية المستدامة. وبالتالي البحث عن البدائل المناسبة لخلق تنمية مستدامة من خلال توظيف هذه العوائد أمر أكثر من ضروري ، وأصبح التنوع في مدخلات الطاقة أمرا ضروريا وملحا للحفاظ على التوازن البيئي وللحفاظ على المخزون من النفط المهدد بالزوال ، خاصة وأن الجزائر غنية جدا بمصادر الطاقة المتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية مما يؤهلها لأن تكون من الدول الرائدة في تصدير الطاقة النظيفة ، فقط ماتحتاج إليه هو الإستغلال الجيد والتسيير العقلاني لهذه الموارد.