Résumé:
كثر في السنوات الأخيرة استعمال كلمات الحداثة ،الحداثية و التحديث و أصبحت الخطابات و الآدابيات السياسية بصفة خاصة ، لا تكاد تخلو من هذه الكلمات بالخصوص و لا فرق في ذلك بين التيارات السياسية و هذا رغم الاختلاف الذي يصل حد التعارض في توجهاتها و أهدافها ، و رغم التباين في ممارساتها و أساليب عملها ، و رغم عدم توفر بعضها على أي رصيد يضفي نوعا من المصداقية على خطابها الذي يستعمل الكلمات السابقة بتهافت فاضح في غالب الأحيان مما يؤدي إلى الخلط و الالتباس،في حين يوجد من يتحفظ من استعمال هذه الكلمات أو يدعو صراحة إلى تجنبها أو مقاومتها بالنظر إلى ما ينطوي عليه مفهومها الاصطلاحي من فلسفة ظهرت و نشأة و تطورت و تبلورت في بيئة مغايرة ، و بما تحمله في طياتها من المبادئ ما يعارض قناعات مجتمعاتنا العربية المسلمة. و إن كنا قد ودعنا القرن العشرين و استقبلنا الواحد و العشرين بالتهليل و الأماني،فان ما شهدنها في القرن السابق كان أليم و غير مأمول ،إذ طبعه العنف بما شهده صرحه من حروب عالمية ، و حركات استعمارية و حروب أهلية و ثورات كان في كلها الإنسان هو الضحية الأولى و الخاسر الأكبر.