Résumé:
كان مفهوم التنمية مرتبط بالنمو الإقتصادي كونه محور الإهتمام ، وبمدى فاعلية البرامج والخطط التنموية ، لكن بعد الأخذ بالمفهوم الشامل للتنمية أصبح يتعدى ذلك ، على اعتبار أن التنمية هي عبارة عن تحولات أساسية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية ، وتعتبر التنمية الإجتماعية الأهم في ذلك لأن جميع أشكال التنمية الأخرى تخدم في أساسها التنمية الإجتماعية كونها تمثل الفرد والمجتمع ويكون هدف التنمية الأساسي هو الإرتقاء بالإنسان وتقديم له الرفاه والعيش السليم . فالإنسان هو محور قضية التنمية وعنصرها الفعال وهو في الوقت نفسه هدفها فمنه تبدأ التنمية وتنمو بكل اتجاهاتها ، وإليه تعود ثمارها ، ومن هنا فإن عملية التنمية الحديثة والمستدامة ، تعتمد إلى حد كبير على إعداد الموارد البشرية وتنميتها واكتساب الأفراد المهارات وتأهيلهم لأحداث عملية التنمية وزيادة معدلاتها ، والجزائرعلى غرار بعض الدول التي اعتبرت هذا المدخل نموذجا للتطوير المتواصل بهدف التفوق والإرتقاء بمجتمعاتها واقتصادياتها من مرحلة الضعف والتدهور إلى عهد القوة والإزدهار ، بعد أن أدركت أهمية العنصر البشري في ذلك ، وانتقلت نظرتها إلى هذا العنصر من مجرد مورد إلى اعتباره المحرك الفعال لعملية التنمية المستدامة والموجهة في الأساس لخدمته وتلبية متطلباته ، والبحث عن ثقافة إيجابية تغرس لدى الفرد الجزائري وتنمي فيه روح المسؤولية وتشجعه على المساهمة الفاعلة في بناء المجتمع وإعداد أجيال المستقبل والمحافظة على الموارد الطبيعية للدولة.