Résumé:
یعتقد البعض أن الكونیة والعالمیة وجهان لعملة واحدة، وأنهما بالتالي شيء واحد؛ فالعالمي یتماهى مع الكوني
لأنهما یحملان معنى واحدا، وهو معنى الكلیة، والشمولیة، والامتداد، ولكن الواقع یثبت عكس ذلك فقد أصبح العالمي
هو العولمي ذي الاتجاه الواحد الذي لا محید عنه، ولا مناص من القبول به، وهذا یعني أن العالمیة لا تتحقق إلا عبر
عولمة أنماط الحیاة، وأن الكوني بالتالي یتلاشى ویهلك في العولمة، وهذا ما سنحاول توضیحه من خلال هذه الد ا رسة
التي نسعى من و ا رئها إلى رسم الحدود الفاصلة بین العالمیة والكونیة تفادیا لأي لبس أو غموض .
والنتیجة التي نخلص إلیها، ونحرص على عرضها في الختام هي أن العالمیة لا یمكن أن تتماهى مع الكونیة
لأن العالمي الذي یحاكي الكوني ویحتكم إلى المبادئ والمثل الإنسانیة العلیا، ویقر بالحریات، ویحترم الخصوصیات قد
ضاع وتلاشى في العولمي الذي لم یعد یؤمن إلا بالهیمنة والسیطرة، والقضاء على الخصوصیات، وانتهاك حقوق
الإنسان .