آليات التسويق السياحي الالكتووني لدى الوكالات السياحية الجزائوية

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على آليات التسويق السياحي الإلكتروني المطبقة داخل الوكالات السياحية في الجزائر،حيث انطلقنا من التساؤل الرئيسي: كيف تسهم آليات التسويق السياحي الإلكتروني في تعزيز قدرة الوكالات السياحية الجزائرية على جذب الزبائن وزيادة حصتها في السوق؟ وللإجابة على هذا التساؤل،قمنا بدراسة ميدانية على كل من وكالة "تيبليس" ووكالة "مسك تور" بولاية قالمة كنموذجين للتحليل، اعتمادًا على المنهج الوصفي التحليلي،مع جمع البيانات عبر مقابلات مباشرة مع المدراء واستمارات مقابلة موجهة للعاملين. جاءت هذه الدراسة في سياق التحولات الرقمية المتسارعة،التي باتت تلعب دورًا هامافي إعادة تشكيل المشهد التسويقي،خصوصًا في قطاع السياحة الذي يعتمد على الصورة والتواصل المباشر مع الزبائن ،وقد توصلت الدراسة إلى أن الوكالات السياحية بقالمة تُدرك أهمية التسويق الإلكتروني،لكنها تفتقر إلى قسم مختص ضمن هيكلها التنظيمي،وتعتمد على موظفين غير مؤهلين في إدارة المنصات الرقمية،مما يؤدي إلى ضعف التنسيق وغياب المحتوى الاحترافي،كما بيّنت النتائج أن التسويق الإلكتروني يُستخدم بشكل جزئي،ويرتكز أساسًا على وسائل التواصل الاجتماعي،في حين أن المواقع الإلكترونية غالبًا ما تكون غير مفعّلة أو غير مستغلة، ويفتقر التسويق إلى استراتيجيات واضحة ومتكاملة،حيث تعتمد العديد من الوكالات على مبادرات فردية بدلاً من خطط مدروسة. ورغم هذه التحديات،أظهرت الدراسة أيضًا بعض النتائج الإيجابية،من بينها وعي الوكالات المتزايد بأهمية التسويق الرقمي،وتسجيل تحسن نسبي في استخدام الوسائط الاجتماعية مثل الفيسبوك والانستغرام ،والتي ساعدت في توسيع الوصول إلى الزبائن وتعزيز الطلبات والحجوزات،خاصة من خارج الولاية كما تم تسجيل تقييم إيجابي من قِبل بعض الموظفين بخصوص تأثير التسويق الإلكتروني على تحسين التواصل والأداء العام للوكالات. وتبقى أبرز التحديات التي رصدتها الدراسة مرتبطة بضعف تدفق الإنترنت،وغياب مختصين في التسويق الرقمي،مما يدفع بعض الوكالات إلى مواصلة الاعتماد على الوسائل التقليدية،ويحد من قدرتها التنافسية في السوقالسياحية .