تأثير الرقمنة على تنافسية المنظمات الخدماتية في الج ا زئ ر

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على تأثير الرقمنة في تعزيز تنافسية المنظمات الخدماتية، وذلك من خلال دراسة ميدانية تم تطبيقها على مجموعة من الوكالات السياحية بولاية قالمة. تنبع أهمية هذا الموضوع من التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الخدمات، خاصة السياحة، في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، حيث أصبح لزامًا على المؤسسات السياحية التكيّف مع البيئة الرقمية المتغيرة لضمان استمراريتها ومكانتها التنافسية. وقد تم توظيف المنهج الوصفي التحليلي في معالجة الإشكالية، بالاعتماد على أدوات بحث كمية ونوعية تمثلت في استبيان إلكتروني موجه إلى زبائن الوكالات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومقابلات شبه موجهة مع موظفين وإداريين داخل هذه الوكالات. كشفت نتائج الدراسة أن الرقمنة أسهمت بشكل واضح في تحسين جودة الخدمات السياحية من خلال تسريع عمليات الحجز والتواصل، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، ما أدى إلى ارتفاع مستويات رضا الزبائن وتعزيز ولائهم. كما أظهرت النتائج أن استخدام الوسائط الرقمية مكّن الوكالات من توسيع نطاق انتشارها الجغرافي وتخفيض تكاليف بعض العمليات التشغيلية، مما منحها قدرة أكبر على التنافس. غير أن الدراسة سجّلت أيضًا مجموعة من التحديات التي تواجه هذه الوكالات، أبرزها ضعف التأهيل الرقمي للموارد البشرية، محدودية الميزانيات المخصّصة للاستثمار التكنولوجي، ومقاومة التغيير التنظيمي. وبناءً على ما سبق، خلصت الدراسة إلى أن التحول الرقمي أصبح ضرورة استراتيجية لا خيارًا ظرفيًا، وأن تعزيزه يتطلب رؤية واضحة، ودعمًا مؤسسيًا، وتكاملًا بين التكنولوجيا ورأس المال البشري. كما أوصت الدراسة بضرورة إعداد برامج تكوينية مستمرة في المجال الرقمي، وتوفير بنية تحتية ملائمة، إلى جانب دعم السياسات العمومية الموجَّهة نحو رقمنة القطاع السياحي المحلي.