Résumé:
يعّد النص المسرحي الكوميدي من أكثر النصوص استيعابا لمشاكل المجتمع، فقد غطى حيز التجارب الإنسانية من خلال الممارسات الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية، وهذا ما فتح الباب أمام النقد الثقافي لدراسة الأنساق المتخفية تحت غطاء الكوميديا على الرغم من أن المكتبة الجزائرية تفتقر إلى دراسة ثقافية عن الإنتاج المسرحي، الأمر الذي حفزني على البحث في موضوع "تجليات الكوميديا في النص المسرحي الجزائري-دراسة نسقية ثقافية لنماذج مختارة"-باعتبارها نصوص تزخر بالتمثيلات الثقافية المتنوعة.
وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ما يضمره الأسلوب الكوميديّ في النص المسرحي الجزائريّ من أنساق ثقافية واجتماعية، وسياسية، وأخلاقية تتصارع فيما بينها لتعكس واقع الجزائر قبل الاستقلال وبعده، نظرا لكونه من أكثر النصوص حاجة لقراءة ثقافية تكشف المخبوء المتمثل في العيوب النسقية التي تتوارى في بؤرة النص المسرحي متخفية بالجمالية الكوميدية، مع العمل على استقراء أبعادها الثقافية، الفلسفية، الإديولوجية.
وعليه فقد اقتضت طبيعة الموضوع أن يُقسّم البحث إلى فصل نظري، وثلاثة فصول تطبيقيّة تسبقهم مقدّمة، وتذيّلهم خاتمة.
أما الفصل الأول المعنون بـــ: المفهوم والنشأة فقد قسمناه إلى مبحثين: تم التطرق في المبحث الأول إلى مفهوم الكوميديا، منتقلين إلى تطورها في المسرح الغربي، والعربي وصولا إلى تحديد أنواع الكوميديا، وخصائصها وإبراز أهميتها المسرحية، أما المبحث الثاني فقد خصصناه لمفهوم النقد الثقافي ومرتكزاته، لاسيما وأنه مجال معرفي حديث نسبيا في الدرس العربي النقدي بعامة والجزائري بخاصة.
أما الفصل الثاني الموسوم ب: الكوميديا في النص المسرحي الجزائري وأنساقها المضمرة – قراءة في النماذج-فتطرقنا فيه إلى الأنساق الثقافية التي شّكلت البنى التحتية للنص المسرحي بداية من النسق السياسي، والنسق الاجتماعي وما تفرع عنه من أنساق ثانوية.
وأما الفصل الثالث الموسوم ب: الثنائيات الضدية وتجليات الكوميديا في النص المسرحي الجزائري–قراءة في النماذج-فعالجنا فيه مختلف الثنائيات الضدية الظاهرة والمضمرة التي تتصارع في نسيج النص من خلال تحول الدوال الفكاهية إلى ثنائيات ثقافية.
وعالجنا في الفصل الرابع الموسوم ب: تجليات الكوميديا في بنبة النص المسرحي– قراءة في النماذج –فخصصناه للحديث عن كوميديا الشخصية، وكوميديا اللفظ، وكوميديا القناع، وصولا إلى كوميديا الحدث الدرامي.