Please use this identifier to cite or link to this item:
https://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/18205
Title: | الطوائف المسيحية الشرقية في المشرق الإسلامي زمن الحروب الصليبية 489-685 هـ /1096-1291 م، دراسة سوسيو-سياسية |
Authors: | لخلف, غزلان |
Keywords: | الحروب الصلبية، المسحيون الشرقيون،التاريخ الاجتماعي، أهلة الذمة |
Issue Date: | 8-Jul-2025 |
Abstract: | تناقش هذه الأطروحة الواقع السوسيو-سياسي لمسيحيي الشرق خلال الفترة الممتدة بين القرنين الثاني والسابع الهجري (الثامن والثالث عشر الميلادي)، وذلك من خلال تحليل علاقاتهم بالدولة الإسلامية والإمارات الصليبية، واستكشاف تفاعلهم السياسي والاجتماعي والديني داخل هذه الأنظمة المختلفة. تسلط الدراسة الضوء على التنوع الطائفي لمسيحيي الشرق، حيث انقسموا إلى عدة طوائف رئيسية، أبرزها السريان بنوعيهم النساطرة واليعاقبة، والروم الملكيون الأرثوذكس، والموارنة، والأرمن، والأقباط. وقد ارتبطت هذه الطوائف بخصوصيات إثنو-جغرافية أثرت على مدى انخراطها في الشؤون السياسية والاجتماعية خلال تلك الفترة. قبل الحملات الصليبية، عاش مسيحيو الشرق في ظل الدولة الإسلامية ضمن إطار عقد الذمة، الذي منحهم حماية قانونية وحقوقًا دينية محددة، لكنه فرض عليهم أيضًا بعض القيود، مثل الجزية والتمييز في بعض الجوانب الاجتماعية. ومع ذلك، كان لهم دور ملحوظ في الحياة السياسية والاقتصادية، حيث برزت شخصيات مسيحية في الإدارة والطب والتجارة. غير أن هذه الفترة شهدت أيضًا اضطرابات سياسية أثرت على وضع المسيحيين، خاصة مع تغير الحكام وتنامي الصراعات الداخلية. كما كانت هناك تفاعلات بين الكنائس الشرقية والغربية قبل الحروب الصليبية، حيث شهدت العلاقات بين الأرمن والكرسي الرسولي اللاتيني تقاربًا قبل عام 1098م، بينما لجأ الروم الأرثوذكس إلى الغرب الكاثوليكي طلبًا للدعم، مما مهد الطريق للتدخل الصليبي. مع انطلاق الحملة الصليبية الأولى، تباينت مواقف الطوائف المسيحية الشرقية تجاه الغزو اللاتيني. ففي حين قاوم الروم الأرثوذكس وجود الصليبيين في بيت المقدس، أبدت بعض الطوائف السريانية موقفًا أكثر تساهلًا تجاه القادمين الجدد، على أمل تحسين أوضاعها في ظل الحكم اللاتيني. كذلك، رحب بعض الأرمن بالصليبيين، وساهموا في دعمهم عسكريًا ولوجستيًا، بينما ظل موقف الأقباط أكثر تحفظًا نتيجة ارتباطهم الوثيق بالدولة الفاطمية الحاكمة في مصر. في ظل الحكم الصليبي، انخرط المسيحيون الشرقيون في المؤسسات السياسية والعسكرية، حيث استفادوا من المصاهرات السياسية للحصول على مناصب إدارية وقضائية، وساهموا في تكوين الجيش الصليبي، خاصة طائفتي الأرمن والموارنة. كما كانت لمملكة أرمينية الصغرى تجربة فريدة في الحكم الذاتي تحت النفوذ اللاتيني، حيث تحالفت مع الصليبيين في البداية، لكنها دخلت لاحقًا في صراعات مع المماليك والمغول، مما أثر على استقرارها. ومع تصاعد الصدامات بين القوى الإسلامية والصليبية، انخرط بعض المسيحيين المحليين في تمردات ضد حكامهم الصليبيين، سعيًا لاستعادة نفوذهم التقليدي. على الجانب الآخر، استمر حضور المسيحيين الشرقيين في مؤسسات الحكم الإسلامي خلال هذه الفترة، حيث لعب نصارى العراق والشام ومصر دورًا مهمًا في الإدارة والاقتصاد. كما شهدت الحقبة تحالفات بين المسلمين وبعض الطوائف المسيحية ضد الصليبيين، مثل الدعم الذي قدمه السريان للزنكيين وصلاح الدين الأيوبي، مما ساهم في استعادة القدس عام 1187م. في المقابل، تعاونت بعض الفئات المسيحية مع القوى الأجنبية، مثل محاولات الأرمن التمرد على حكم زنكي، أو تحالف النساطرة مع المغول، مما أدى إلى توترات داخل المجتمعات الإسلامية. اجتماعيًا، تكشف الدراسة عن طبيعة الحياة اليومية لمسيحيي الشرق داخل الإمارات الصليبية، حيث اندمجوا في النظام الجديد لكنهم احتفظوا بعاداتهم الدينية والاجتماعية. وظهر ذلك في الاحتفالات الدينية، وطقوس المآتم، وأسلوب العيش المشترك مع اللاتين، من حيث المأكل والملبس والعمارة. كما شهدت هذه الفترة تفاعلات بين الكنائس الشرقية والسلطة اللاتينية، حيث حاول الصليبيون فرض سياسة الكثلكة على بعض الطوائف، فاستجابت الكنيسة المارونية لذلك، بينما قاومتها الكنائس الأرمينية والسريانية. أما في ظل الحكم الإسلامي، فقد تمتعت المجتمعات المسيحية بدرجات متفاوتة من الحرية الدينية، حيث سُمح لهم بإقامة شعائرهم وبناء الكنائس في بعض الفترات، بينما تعرضوا أحيانًا لقيود مشددة، مثل فرض الغيار والجزية، وهدم بعض الكنائس. ورغم ذلك، استمر المسيحيون الشرقيون في أداء دور بارز في المجتمع، خاصة في مجال الطب، حيث برز أطباء مسيحيون في العراق والشام ومصر. في المجمل، تعكس الأطروحة مدى تعقيد الواقع السياسي والاجتماعي لمسيحيي الشرق خلال هذه الفترة، حيث تنوعت مواقفهم بين الولاء للحكام المسلمين أو الصليبيين، والتحالف أو التمرد، تبعًا للظروف السياسية والمصالح الطائفية. وتبرز الدراسة كيف شكل هؤلاء المسيحيون جزءًا مهمًا من المشهد السياسي والديني في المشرق، ما يجعل فهم دورهم ضروريًا لاستيعاب تطورات التاريخ الإسلامي والصليبي في العصور الوسطى. |
URI: | https://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/18205 |
Appears in Collections: | Thèses de Doctorat |
Files in This Item:
File | Description | Size | Format | |
---|---|---|---|---|
مذكرة الدكتوراه لخلف غزلان.pdf | 2,91 MB | Adobe PDF | View/Open |
Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.