Please use this identifier to cite or link to this item:
http://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/11433
Title: | الصراع والتطرف المذهبي عند المسلمين بالمشرق الإسلامي وأثره على المقاومة ضد الصليبيين خلال القرنين 5 و 6 ه / 11 و 12 م |
Authors: | قادري, حمزة |
Keywords: | الحروب الصليبية، الصراع المذهبي، المشرق الإسلامي، المقاومة الإسلامية، السنة، الشيعة |
Issue Date: | 16-Nov-2021 |
Abstract: | تتناول هذه الرسالة العلمية موضوع أثر الصراع والتطرف المذهبي لدى المسلمين على سير نشاط المقاومة ضدَّ الصليبيين خلال القرنين 5 و6ه/11 و12م، فتُقدِّمُ في بدايتها لجذور الانقسام المذهبي لدى الطرف الإسلاميعقب وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلمفي السنة 11ه/622م، والذي انبثق عنه تيارين سياسيين رأى كل منهما موقفًا مناقضًا للآخرفي قضية خلافته عليه الصلاة والسلام، ثمَّ أخذ ذلك الخلاف يتطوَّر تدريجيًا ليصير خلافًا عقديًا تبنى فيه كل طرف اعتقاداتٌصِيغت لها تشريعاتٌ دينية ونصوصٌ مقدَّسة تبناها كلٌّ طرفٍ من المتنازعين كحجج على صدق ما يعتقد به من أحقية في إمامة المسلمين وخلافتهم، لتصير محاولات التوفيق بين المفترقين أمرٌ في غاية الصعوبة، بل أنَّ من أثر تحول الخلاف السياسي إلى بنية عقدية أن دخلت القوى السياسية المتبنية لإحدى الموقفين ابتداءً من القرن الثاني للهجرة/ الثامن الميلادي في صراع استخدمت فيه كل الطرق والوسائل من عسكرية وفكرية ودبلوماسية نُصرةً للعقيدة وتمكينًا للطائفة. وفي العقد الأخير من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي تعرَّض المشرق الإسلامي لهجمة عسكرية أوروبية عرفت في التاريخ بالحملات الصليبية، استهدفت بلاد الشام عامة وبيت المقدس على وجه الخصوص،فكان وضع القوى الإسلامية الحاكمة في المنطقة حينها (عباسيين وسلاجقة وفاطميين وإمارات عربية شيعية إمامية) على ما ذكرنا من صراع حول الأحقية الشرعية في حكم المسلمين، فعرفت على ذلك أوضاعها الداخلية وعلاقاتها ببعض تشنجًا واضطرابًا وصراعات عسكرية فضلاً على التسابق في فرض مذهبها وفكرها. وقد كانت الخلافة العباسية (132ه-656ه/750م-1258م) في ذلك الصراع ممثلةً الاتجاه السني ومعززةً بقوة السلاجقة الأتراك الذي دخلوا بغداد سنة (447ه/1055م)ليرث عنهم ذلك الحرص على نصرة العقيدة السنية آل زنكي (521ه- 569ه/1127م-1173م)وبني أيوب (567ه- 648ه/1171م- 1250م) في حين كانت الخلافة الفاطمية الشيعية الإسماعيلية المذهب بمصر (358ه-567ه/969م- 1171م) الطرف الثاني في معادلة الصراع متعاضدةمع من كان يدور في فلك عقيدتها من دويلات وإمارات شيعية إمامية في العراق وبلاد الشام (كالبويهيين (334ه- 447ه/945م- 1055م) والحمدانيين والمرادسيين والعقيليين وبنو عمار). تمكَّن الصليبيون في حملتهم الأولى سنة 490ه/1096م من استغلال الانقسامات والصراعات بين القوى الإسلامية بسبب تناقضاتها المذهبية، فأسسوا أربع كيانات سياسية في المنطقة واحدة ببلاد الجزيرة (الرها)وثلاثة ببلاد الشام (أنطاكية وبيت المقدس وطرابلس) في غضون عقد من زمن، ورغم محاولات بعض القوى الجزرية والشامية المحسوبة على الطرف السني لرد الصليبيين غير أنَّها باءت بالفشل، ثمَّ حدث أن تقارب حكام دمشق السنيين مع الأفضل بن بدر الجمالي الوزير الفاطمي في حلف لرد تحرشات المملكة الصليبية في بيت المقدس، فكان أمرًا في غاية الغرابة لدى مؤرخي الفترة بسبب حدَّة الاحتقان المذهبي بين القوى الإسلامية. وبمستهل العقد الثالث من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي؛ وباعتلاء آل زنكي حكم الموصل (عماد الدين ثم نجله نورالدين) أخذ ميزان الصراع المذهبي الإسلامي يميل لصالح السنيين بفضل الإستراتيجية الوحدوية التي تبناها قادة الموصل؛ والقائمة على احتواء القوى الصغيرة والإمارات الإسلامية المتناثرة في بلاد الجزيرة والشام وإخضاعها لسلطة سياسية واحدة بزعامة الزنكيين، إضافةً إلى العمل على تغليب الفكر والعقيدة السنية وربط مناطق التوسع ضمن جبهة المقاومة بالسلطة الروحية للخليفة العباسي في بغداد حتَّى تكون هذه الجبهة على قدر وافر من التماسك وتتمتع بوحدة القرار السياسي والروحي، كما وأعان الزنكيين على نجاح إستراتيجيتهم المذهبية والسياسية ما بلغته الخلافة الفاطمية ومذهبها من تقهقر نتيجة الصراع على منصب الوزارة وفقدان العقيدة الإسماعيلية لحضورها وتأثيرها في الحكم السياسي. وقد كان لهذه الإستراتيجيةالتي تبناها آل زنكي أثرٌ بالغ على مسار الصراع الإسلامي- الصليبي خاصةً بعد ضم حلب عاصمة الشام الشمالي ودمشق ممثلة الجنوب إلى جبهة الموصل، وما قام به نورالدين زنكي فيهما من إجراءات لإضعاف التشيع وتعزيز الحضور السني، فحققت جبهة المقاومة الإسلامية بفضل ذلك عديد المكاسب على الطرف الصليبي وصار ميزان القوة بينهما متوازن إلى حدٍّ كبير مع فترات من التفوق الإسلامي تتماشى مع الاضطرابات والصراعات التي كانت تعتري الإمارات الصليبية في المنطقة. وبحلول سنة 564ه/1168م تمكَّن نورالدين محمود بفضل قائدي جيوشه أسد الدين شيركوه وابن أخ هذا الأخير صلاح الدين من التفوق على عموري الأول ملك بيت المقدس في جولات الصراع حول مصر، ليتولى صلاح الدين منصب الوزارة فيها للخليفة العاضد الفاطمي، ثمَّ ما لبث تحت ضغط قائده نورالدين وإلحاح الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله (566ه-575ه/1170م-1180م) أن قطع الخطبة عن الإمام الفاطمي وأذاعها باسم الخليفة العباسي في بغداد، وكان ذلك سنة 567ه/1171م. وبدخول مصر تحت عباءة الحكم النوري سياسيًا وضمن النطاق الروحي للخليفة السني في بغداد، تبتدئ مرحلة جديدة في مسار بناء جبهة المقاومة الإسلامية ضد العدوان الصليبي عنوانها نهاية الانقسام المذهبي، ومعها أيضًا يبدأ عهد جديد في الصراع الإسلامي- الصليبي عنوانه "قطف ثمار الوحدة". |
URI: | http://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/11433 |
Appears in Collections: | Thèses de Doctorat |
Files in This Item:
File | Description | Size | Format | |
---|---|---|---|---|
رسالة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي.pdf | 6,43 MB | Adobe PDF | View/Open |
Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.