Résumé:
لقد عرفت الدروس الخصوصية في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا أصبحت من خلاله نظاما تعليميا قائما بذاته يوازي المؤسسات التعليمية، وهو الأمر الذي جعل الدولة الجزائرية تعترف بالدروس الخصوصية ولو بطريقة غير مباشرة.
والمثير للانتباه هو تهافت التلاميذ بمختلف الأعمار والأطوار الدراسية على أخذ هذه الدروس حيث مست حتى تلاميذ الابتدائي، كما تعددت المواد المقدمة فيها من علمية وأدبية.
ولم تعد هذه الدروس تقتصر على التلاميذ الذين يعانون ضعفا في التحصيل الدراسي، بل زاد الإقبال عليها حتى من طرف المتفوقين دراسيا للمزيد من التفوق والحصول على درجات مرتفعة وهذا منذ بداية العام الدراسي.رغم حصص الدعم التي تبرمجها الوزارة، والتي تجرى بدون مقابل مادي.
هذا الانتشار ليس مصادفة، و إنما يرجع إلى عدة عوامل مجتمعة ومتداخلة وهذا هو الهدف الرئيسي من هذا البحث، وهو محاولة الكشف عن العوامل التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة خاصة في التعليم الثانوي والذي طرح في شكل التساؤل الرئيسي التالي:
ما هي عوامل انتشار الدروس الخصوصية في التعليم الثانوي؟.
ويندرج تحت هذا التساؤل المركزي التساؤلات الفرعية التالية:
1- هل العوامل الخاصة ببيئة التلميذ هي التي أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية؟.
2- هل العوامل الخاصة بالبيئة المدرسية هي التي أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية؟.
3- هل العوامل الخاصة بالمناهج والوسائل والبيداغوجية هي التي أدت إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية؟.
ومن خلال التساؤلات المطروحة في الإشكالية فإن موضوع الدراسة يقتضي وضع الفرضيات التالية:
الفرضية الرئيسية:
هناك عوامل عديدة أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية في التعليم الثانوي .
يندرج تحت هذه الفرضية الرئيسية الفرضيات الجزئية التالية:
الفرضية1: العوامل الخاصة ببيئة التلميذ أدت لانتشار الدروس الخصوصية.
الفرضية2: العوامل الخاصة بالبيئة المدرسية أدت لانتشار الدروس الخصوصية.
الفرضية3: العوامل الخاصة بالمناهج والوسائل والبيداغوجية أدت لانتشار الدروس الخصوصية.
وللإجابة عن كل هذه التساؤلات ولمحاولة الإحاطة بأبعاد هذا الموضوع قسم البحث إلى ستة فصول وهي :
- تضمن الفصل الأول : الإطار المفهمي والمنهجي وقد تم فيه تحديد الإشكالية ، تحديد الفرضيات اختيار الموضوع، أهمية الدراسة و توضيح الأسس المنهجية المتبعة في الدراسة، كالمنهج أدوات جمع البيانات وتحديد مجالات الدراسة: المكانية، الزمانية والبشرية.
- الفصل الثاني: تناول المقاربات النظرية والدراسات السابقة التي تناولت موضوع الدراسة.
- الفصل الثالث: فقد تناول أهم العوامل التي أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية المتعلقة بالتلميذ الأستاذ، الأسرة، والمدرسة.
- الفصل الرابع: فقد عالج أهم الآثار التي ترتبت عن انتشار الدروس الخصوصية على كل من التلميذ، الأستاذ، الأسرة، المدرسة.
- الفصل الخامس: فقد تناول تطور التعليم الثانوي منذ الاستقلال إلى غاية تطبيق الإصلاحات الجديدة.
- الفصل السادس : تم فيه تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها ومناقشة النتائج المتوصل إليها على ضوء فروض الدراسة.
ولقد تم استخدام المنهج الوصفي لدراسة واقع الدروس الخصوصية والتعرف على العوامل التي أدت إلى انتشارها معتمدين في ذلك على أدوات جمع البيانات التالية: الملاحظة، المقابلة، والاستمارة .
وقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج الآتية:
- إن هناك عوامل عديدة خاصة بالتلميذ وأسرته ساعدت في انتشار الدروس الخصوصية كضعف التحصيل الدراسي للتلميذ، والرغبة في التفوق والحصول على معدلات مرتفعة، بالإضافة إلى غياب من يساعده من أفراد الأسرة في المراجعة فتدفع بهم لأخذ هذه الدروس لتحسين مستواهم وضمان نجاحهم. و قد يأخذ التلميذ فقط دروسا خصوصية لتقليد زملائه، أو نتيجة كثرة غيابه عن الثانوية.
- والبيئة المدرسية أيضا ساهمت في انتشار الدروس الخصوصية من خلال اكتظاظ الأقسام وتقصير بعض الأساتذة في أداء واجبهم في الصف فيقدم بعضهم على الطلب من تلامذتهم أخذ دروس خصوصية عندهم، بالإضافة إلى سوء العلاقة التي تربط بينهم وبين التلميذ، أو نتيجة كثرة غيابهم. - كما كان للمناهج الجديدة دور في انتشار الدروس الخصوصية نظرا لطولها وكثافتها مع قلة الحجم الساعي المخصص لها.بالإضافة إلى نقص الوسائل التعليمية مما أدى إلى ضعف استيعاب التلميذ، واللجوء إلى الدروس الخصوصية لفهم ما صعب عليه.