Résumé:
تمثل الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل الأساس في تربيته و تشكيله النفسي و الاجتماعي والوجداني و الثقافي، و لذلك يؤكد الكثير من التربويين على ضرورة تواجد الطفل في بيئة غنية بالمثيرات تمنحه الحرية الكاملة حتى تنمو مواهبه و قدراته و إمكاناته بشكل سليم، مما يؤدي إلى تنشئة متكاملة في جميع المجالات.
و من هنا تبرز أهمية مؤسسات التربية التحضيرية التي تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة والموجهة لنمو و تربية الطفل خارج حدود أسرته.
و تعد مرحلة التعليم التحضيري مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى، إذ تعمل على توفير الفضاء المناسب لطفل ما قبل المدرسة، و تمنحه الأدوات و الوسائل التي تثير إهتمامه للتعلم و تلبي حاجاته للنمو.
كما أن المناخ التربوي للتعليم التحضيري يهيئ الطفل لتكوين قيم إيجابية اتجاه نفسه و اتجاه الآخرين، تلك الفرص التي قد لا يجدها في أسرته، فالطفل في هذه المرحلة من العمر دائما ما يكون في حاجة إلى مواقف مليئة بالخبرات التي تساعد على تشكيل و بلورة شخصيته.
و على هذا الأساس إهتمت الجزائر بتوفير التربية التحضيرية لطفل ما قبل المدرسة، و حرصت على إدراج مرحلة التعليم التحضيري ضمن السلم التعليمي للمنظومة التربوية، وتسعى جاهدة لتعميمه على كافة المؤسسات الإبتدائية بالتراب الوطني.
و للتعرف أكثر على أهمية التعليم التحضيري الملحق بالمدارس الإبتدائية، و أهم العوامل المساعدة على تأدية دوره بالنسبة للطفل و المجتمع. فإن هذا البحث سيلقي الضوء على واقع التعليم التحضيري في الجزائر.
و سنحاول من خلال دراستنا الإجابة عن الأسئلة الآتية :
1- ما هي الأهداف المسطرة لمرحلة التعليم التحضيري الملحق بالمدرسة الإبتدائية؟.
2- هل المناهج و البرامج المقررة في هذه المرحلة تتناسب مع حاجات نمو الطفل الجزائري؟
3- هل هناك إرتباط و تكامل تربوي بين مرحلة التعليم التحضيري ومرحلة التعليم الإبتدائي؟.
4- هل هناك إستراتيجية تربوية متعلقة بالتربية التحضيرية كفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة لهذه المرحلة التعليمية ؟
و قد استندت دراستنا على منهج البحث الوصفي حيث قمنا بإجراء دراستنا على مجتمع يتكون من معلمي التعليم التحضيري و مدراء المدارس الإبتدائية المتواجدة بولاية قالمة بمقاطعاتها التربوية، و اعتمدنا على المعاينة العشوائية البسيطة التي أسفرت عن استخدام 55 مفردة كعينة من المعلمين، و 54 مفردة كعينة من المدراء.
و قد اعتمدنا في هذه الدراسة على ثلاثة تقنيات لجمع البيانات هي : المقابلة، الإستمارة والملاحظة. ومن أهم النتائج التي تحصلنا عليها من خلال بحثنا ما يلي :
1- التعليم التحضيري يحمل جملة من الأهداف الإيجابية تسهم في تكوين الطفل و تنمية مختلف إمكاناته الجسمية و العقلية و النفسية، و إكسابه المعارف و الخبرات التي تساعده على التكيف مع المحيط الذي يعيش فيه.
2- يوجد ربط وتكامل تربوي بين مرحلة التعليم التحضيري و مرحلة التعليم الإبتدائي.
3- رغم ما تبذله الدولة من جهود في إطار تعميم التعليم التحضيري، غير أنه لازال يعاني جملة من صعوبات وعراقيل حالت دون السير الأمثل لمساره، و بالتالي فإن الواقع الحالي للتعليم التحضيري جعله لا يرتقي إلى مستوى الطموحات.