Résumé:
تجليات الأنثروبولوجيا في الخطاب الروائي لإبراهيم الكوني
تناولت هذه الدراسة البحث في المظاهر الأنثروبولوجية التي تجلّت في الخطاب الروائي لإبراهيم الكوني، من خلال إلقاء الضوء على التفاصيل المضمرة للمجتمع الطوارقي، إلى جانب استنطاق الأبعاد المتوارية خلف تلك الخطابات، وبعبارة أدق فقد اشتغل البحث على محورين رئيسيّين: البعد الأنثروبولوجي والجانب الجمالي.
استعنتبالمنهج الأنثروبولوجي لاستنطاق مضمرات الخطاب الروائي لإبراهيم الكوني كما اعتمدت-في إطار الأنثروبولوجيا البنيوية(كلود ليفي ستراوس)- بعض مقولات المنهج التاريخي والاجتماعي، والوصفي- من خلال وصف مختلف المظاهر الحياتيّة، وخصوصية العادات والتقاليد المنتشرة لدى الطوارق-،وكذلك مقولات السيميائية، وعلم النفس والدين قصد تقديم قراءة منفتحة على العديد من المظاهر الاجتماعية، والثقافية، والدينية التي تبرز جليّا في خطاب الكوني.
تضمّنت الدراسة جانبا نظريّا حدّدنا من خلاله بعض الدراسات السابقة في موضوع البحث وكذلك أبرز المصطلحات التي انطلقنا منها في بحثنامن مثل:مصطلح الأنثروبولوجيا، ومن ثم أنواعها،وبعدها علاقة الأنثروبولوجيا بالأدب،حيث اتّضح وجود تعالق بين المجالين: الأنثروبولوجي والأدبي.ذلك أنّ الظواهر الثقافية والاجتماعية التي تجسّد محور الدراسة الأنثروبولوجية، هي الظواهر نفسها التي تمثّل مصدر إلهام للمبدع في عمله الأدبي لأنّها تجسّد السياقات خارج النصية لعمله ويكتسب على إثرها سمة الواقعية.
بحثت الدراسة في جمالية الخطاب الروائي من خلال إلقاء الضوء على شخصية البطل في خطاب الكوني، وتبيان خصوصية علاقته بمكونات البنية السردية، قصد إبراز جمالية التعالق الفني بين مكونات الخطاب الروائي، وتبيان دورها في إظهار تنوع المضامين الدلالية، وأبعادها التي تنفتح على مجالات الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، والأسطورة، والملحمة والدين.
تناولت الدراسة خصوصية حياة الطوارقي في إطار تكيّفه مع عناصر بيئته، وعلاقاته المتنوعة بكائناتها انطلاقا ممّا يجمع بينها من صلات طوطمية وروحية، وأسطورية متنوعة يحكمها مبدأ العيش المشترك.
بالإضافة إلى معالجة محورين رئيسيّين تجلّت من خلالهما خصوصية التمظهرات الاجتماعية والثقافية في الخطاب الروائي لإبراهيم الكوني، وبرزت تفاصيل المجتمع الطوارقي من خلال إلقاء الضوء على خصوصية النظام الاجتماعي والسياسي السائد، إلى جانب إظهار الخصوصية الثقافية- بتفاصيلها العديدة- من جهة، واستقصاء البعد الأسطوري الذي تبنّى قيما وجودية واجتماعية، وسياسية هامة من جهة أخرى، عبّر من خلالها خطاب الكوني عن قضايا الوجود والبقاء، وإثبات الهوية في قالب أسطوري عجائبي عكس جمالية الخطاب الروائي وانفتاحه.
وخصّصنا محورا أخيرا لدراسة التمظهرات الدينية في خطاب الكوني من خلال البعد الوثني(القرابين النذور،...)، و البعد الصوفي الذي ألقى الضوء على تأثّر خطاب الكوني بالفكر الصوفي وتبنيه مبادئهانطلاقا من مبدأيْ "التحلّي والتخلّي، قصد إلقاء الضوء على انفتاح أبعاد الخطاب الروائي، إن على مستوى الثراء الدلالي المتنوع، أو على مستوى الأسلوب الروائي المغاير.
وختمنا الدراسة بخاتمة تشتمل على نتائج البحث في أغلب التمظهرات الأنثروبولوجية المتجلية في الخطاب الروائي لإبراهيم الكوني، ومدى فاعليتها في انفتاح نصوصه الروائية على أبعاد اجتماعية وثقافية، ودينية وجمالية متنوعة.