Résumé:
كانت الدولة العثمانية في أوائل القرن السادس عشر أعظم قوة في الشرق الأدنى و في
الحوض الشرقي للبحر المتوسط و كانت تمثل القوة الاسلامية الفتية خاصة بعد أن نجحت في
الاستيلاء على أملاك الدولة المملوكية في الشام و مصر و الحجاز و اليمن و قد تعرضت
البلاد العربية في شمال إفريقيا للخطر و الأطماع الاستعمارية البرتغالية و الاسبانية فاستولت
البرتغال على شواطئ المغرب الأقصى بينما استولت اسبانيا على شواطئ الج ا زئر إلى ط ا ربلس
شرقا، فكان الأمر يستوجب دولة بحرية قوية لمواجهة الخطر المحدق ببلاد الاسلام في الشمال
الافريقي. و قد حتمت هذه الظروف إلى الاستنجاد بالعثمانيين الذين استطاعوا ملأ الف ا رغ
السياسي وقتها بذلك دخلت الج ا زئر تحت النظام العثماني بإسم ال ا ربطة الاسلامية و الولاء
للسلطان و نتيجة ذلك أصبحت الج ا زئر أول إيالة عثمانية في شمال إفريقيا سنة 5151 و تم
بموجب ذلك تعيين خير الدين بربروس كأول حاكم عثماني للج ا زئر و أخذ لقب البيل رباي و
تواصل نظام البيل ربايات إلى أن استبدلته الدولة العثمانية بنظام آخر و هو نظام الباشوات سنة
5111 و قد حكم الباشوات الج ا زئر إلى غاية سنة 5511 و هذا التاريخ الذي سوف يبقى
شاهدا على الانقلاب الذي قام به الانكشاريون ضد سياسة الباشوات حيث انتزعت السلطة من
يد صاحبها الباشا و إسناد السلطة التنفيذية للآغا على ألا تزيد مدة حكمه عن شهرين فقط.
نظام الآغوات الذي تواصل إلى غاية 5515 و الذي دام إثنا عشر عاما، عرفت
الج ا زئر خلال هذا العهد أوضاع داخلية و خارجية صعبة تمثلت الأولى في عودة الص ا رع بين
مقدمة
ب
طائفة رياس البحر و العساكر الانكشاريون الذين استأثروا بالحكم في عهد الآغوات أما
الأوضاع الخارجية تمثلت في الهجمات الأوروبية على السواحل الج ا زئرية و انتشار الفوضى و
عدم الأمن و كثرة الاضط ا ربات.