Résumé:
لم يكن انبثاث الوعي بضرورة التجديد الفكري والمنهجي أمرا مفاجئا انطلق من عدم بل سبقته جهود عديدة ومتفرقة، وقد تجلى ذلك من خلال جهود جيل أول من الباحثين والعلماء تناول بعضهم جوانب علمية بينما التفت الآخرون إلى الجوانب التنظيرية، وسيان اختصاص الاتجاهين فإن الهدف بقي واحدا وضل ينشد استخراج ما يمكن اعتباره نقاطا مضيئة في التراث قصد تفعيل آليات التفكير فيه.
ويعد التجديد في الفكر العربي المعاصر عملية فكرية انصبت حول التراث العربي الإسلامي لما في هذا الأخير من كنوز يمكن الاستفادة منها في حياتنا اليومية، ولقد خاض علماء الأمة في هذه المسألة خاصة في علم أصول الفقه وأصول الدين وغير ذلك. فقد جدد الشاطبي في علم أصول الفقه، وجدد الإيجي في علم أصول الدين، وصولا إلى الترابي ومحمد إقبال وحسن حنفي وطه عبد الرحمن هذا الأخير الذي أولى أهمية كبرى لهذه المسألة بعد سلسلة نقده للعقل والحداثة الغربيتين حاول من خلال ذلك تجديد العقل بأسس وضوابط تحتكم إلى الإطار الديني وآيلة إليه في سبيل إرساء عقلانية إسلامية أصلا ومنهجا وغاية وهذا ما نحاول تجليته في نص هذه المداخلة .