Résumé:
- في القرن التاسع عشر، ومع بداية التوسع الاستعماري، أخذ هذا الشرق البعيد يقترب تدريجيا بعد ترويضه، ليتحول إلى مكون جوهري من مكونات الهوية الغربية باعتبار أن الأخر المختلف يؤسس للوعي بالذات وبالعالم(1)
- هكذا وضح سالم يفوت رؤية الغرب للهوية الجزائرية، فيذكر أن كتابات ماركس ماركس وانغلز حول مجتمعات الشرق تشكل إحراجا أيديولوجيا بوصفها تقدم تبريرا للاستعمار ، فهي تؤكد على أن الأمم الشرقية والأمم الصغيرة والمستضعفة عاجزة عن توفير الإطار التاريخي الكافي للتطور الرأسمالي بنفسها، لذا لابد من أن يفرض عليها ذلك الإطار " من خارج" فقد رد انغلز ثورة الأمير عبد القادر الجزائري على المستعمر الفرنسي، إلى كونها صراعا يائسا للحالة " البربرية للمجتمع" ومرحبا بالغزو الفرنسي للجزائر، الذي اعتبره " حقيقة هامة في تقدم الحضارة ، ويعتمد تفسير انغلز هذا، على فرضيتين أساسيتين : الأولى ، وهى ركود التشكيلات الاجتماعية للعالم الشرقي، وان الرأسمالية تستطيع بالتالي أن تلعب دورا تاريخيا في تحطيم أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية التي تسود هذه التشكيلات، والثانية هي أن " الأمم الصغيرة" أو ثورات الأقليات لا تساهم في تطور الرأسمالية كنظام علاقات اقتصادية عالمية...