Résumé:
لقد شهدت الهویة الثقافیة تحولا عبر العصور انتقلت فیها من الهجنة الى النقاء تلبیة للمصالح
السیاسیة و للقوى التي تسعى إلى بسط نفوذها على العالم معتبرة الانقسام من شأنه أن یحفظ كیانها،
فالاختلاف الثقافي كفیل بتحدید مكانة الأنا في مقابل الآخر لأن وجود هذا الآخر ضروري لمعرفة
ذاته غیر أن هذا النقاء المستعار سرعان ما فقد مفعوله خاصة بعد ما یسمى بالحركات التحریریة
المقاومة للإستعمار وما خلفه هذا الأخیر من تأثیر ثقافي في عقول ونفوس الشعوب المستعمرة، كما
كان للعولمة الغربیة أیضا دور كبیر في الانتقال من جدید إلى الهجنة الثقافیة التي أصبحت كرهان
وحید ضد كل انشطار تتعرض له العلاقات الحضاریة بدافع العرق أو اللغة أو الدین. وعلیه، كیف
یمكن تفسیر الخصوصیة الثقافیة التي ساهمت في نحت هویة الشعوب؟ وهل یمكن للهجنة الثقافیة أن
تؤسس لشكل آخر من الهویة یجعلها تنتقل إلى الكونیة التي تمتاز بالتنوع الثقافي؟