Résumé:
إن میلاد العولمة وتحولها إلى حدث كوني، ولد ما یعرف ب "الإنسان العالمي"، وهو الإنسان الذي یعیش
في مجتمع كوني واحد متحر ا ر من الجغ ا رفیا والتاریخ، ومن كل القیود التي تضیق أو تشل حریته. فالإنسان الیوم یعیش
في إمكانیات جدیدة للوجود والحیاة، تنبثق على نحو لا نظیر له من قبل، وهي لا تسفر عن عولمة المدن والأسواق
فقط، بل تفضي أیضا إلى عولمة الأنا، وإن اكتساح العولمة لمجالات الكوني الإنساني هو ما جعل الكوني یتحول إلى
كوني هیمني وهذا ما نلمس صداه في فكر جان بودریار الذي یحذر من خطورة الخلط بین الكوني الإنساني والعالمي
والعولمة. من هنا نتساءل:
هل العولمة تهدد الكوني؟ وما السبیل إلى عولمة لا تستخف بالكونیة الإنسانیة وٕ الى كونیة لا تختزل في العولمة؟ وهل
القیم الكونیة تصدعت في زمن العولمة؟ ولماذا أ رى بود ریار هلاك الكوني بالعولمي؟.