Résumé:
ارتبطت القومیة منذ عصر النهضة العربیة بمسالة الثقافة التي تتجسد خاصة في اللغة والدین والتاریخ، كونها السبیل
الوحید تبنى علیه القومیة لتحقیق الوحدة العربیة، غیر ان هذه القومیة حصرت الثقافة في حدود الامة العربیة وكأنها
ثقافة لا یمكنها تجاوز حدود الامة العربیة نحو الامم الاخرى، وهذا ما نلمسه في فلسفة ناصیف نصار القومیة الذي
نظر الى الثقافة على انها من مقومات الامة ولكل امة ثقافتها الخاصة، غیر ان موقف ناصیف نصار لقي من
یعارضه في اوساط الفكر العربي المعاصر انه المفكر المغاربي طه عبد الرحمن الذي ا ا رد ان یقدم مفهوم جدید للثقافة
الاسلامیة من اجل بعثها نحو الكونیة حیث یرى ان الثقافة الاسلامیة ثقافة رغم خصوصیتها الا انها ثقافة كونیة لأنها
تحمل في ثنایاها كافة المؤهلات التي تجعل منها ثقافة كونیة لأنها ثقافة مستمدة ن الدین الاسلامي كدین ملكوتي
غایته الانسانیة جمعاء
تهدف هذه الد ا رسة الى الوقوف على ماهیة الثقافة العربیة الاسلامیة عند كل من طه عبد الرحمن وناصیف نصار مع
اب ا رز موقف كل منهما من الخصوصیة والكونیة وان كان من الممكن نقل الثقافة من مجال الامة الاسلامیة نحو
الكونیة ام ان الثقافة الاسلامیة ثقافة خاصة بالأمة الاسلامیة باعتبارها مصدر هویتها.