Résumé:
يبدو ا أن الانصهار المعاصر بين الثقافات قد بدد الفواصل الحضارية القاسمة لخصوصية الهويات البشرية هذه
الاخيرة التي سقطت في العدمية التاريخية ولم يبقى منها إلا الهوية الكونية للأصل العاقل وهي الإنسانية كما وردت
في المنظمات المقدسة التي قدمتها في سياقات ما يجب أن يكون والتي غيبتها طقوس الحداثة في وجهها العالمي -
المادي ، غير أن الفلسفات المعاصرة تراهن وتقامر على تسييج الكوني في مقابل تحرير العالمية من مقصدها العالمي
الاتيقي إلى ابعادها المعولمة في سياقها التقني المهيمن على اعتبار أن الأول جملة مبادئ انسانية صرفة تصب في في
مبحث القيم والمرجعيات المقدسة في حين الثانية تتموقع في العولمة ومركزية العلم والتقنية في عصر يشهد تغول فاحش
لتأليه العلم الوضعي والتقنية والتكنولوجيا السبب الذي افرغ الانسان من وطنيته الطبيعية و المكتسبة محليا وإقليما و
قوميا وعالميا بفعل أمواج غربية متتالية انطلاقا من صدمة التنوير فالحداثة والتحديث والعولمة والعلمانية في سياقها
المركزي الذي أباد الخصوصيات الثقافية ولو كان بشكل نسبي في بعض الجغرافيات والثقافات فأصبح الإنسان فاقد
لطابع هويته الثافية وفي حالة ذوبان في الاخر بحكم معايير مادية حكمت عليه بمصير المستهلك مسلوب الهوية ليدخل
مستقبل الإنسان في حائط بكائي منزوع القيم وهذا يعزى لخمس عقود تسارعت فيها الألية والتقنية و العلم و
التكنولوجيا بمختلف وسائلها وضروبها حتى اصبح انسان العالم المعاصر في صراع المحور والهامش بفعل الكوكبة
وتداعياتها العالمية .