Résumé:
إن تأخر التنمية و الديمقراطية عن التحقق في المنطقة العربية أصبح يشكل عائقا في التقدم بخطواتها نحو المستقبل وصناعة المستقبل ، فالدول العربية تعيش واقعاً مريراً، تغيب فيه أدنى مؤشرات التنمية وعلى كل المستويات ، وفي المقابل ترزح تحت سلطة أنظمة شمولية متسلطة ، لا تعرف أدنى تقاليد الديمقراطية ولا تمارسها ، وفي النهاية تلتقي المسألتان في تداخل العلاقة بينهما وتلازمهما في تحقيق أفضل النتائج في حالة إيجاد الآليات المناسبة لجعلهما واقعاً ملموساً على أرضية العالم العربي ،التي تفتقد إلى الاستغلال الحقيقي لإمكانياتها وما تحوز عليه من ثروات يمكن أن تقربها على الأقل من الصفوف الأولى. وعليه فلا بد من أن نعي أهمية العنصر البشري في عملية التنمية من ناحية، والتأثير البالغ الذي تحدثه الديمقراطية لتطوير قدرات هذا العنصر وتفعيل دوره في عملية التنمية؛ فبقدر ما تتاح له الفرص لتطوير القدرات الكامنة فيه وبقدر ما تتوفر له الحوافز لتوظيف هذه الطاقات في الأوجه الصحيحة المنتجة، يتمكن من استخدام الموارد المتاحة لتحقيق تنمية حقيقية وذات أبعاد إنسانية تنتظرها المنطقة منذ وقت طويل، وهو ما تنصح به اجتهادات الفكر العربي في مجال المستقبليات الذي مازال بعيدا عن تحقيق الأهداف المرجوة نظرا لعوامل عديدة مازال الوطن العربي يعاني منها.