Résumé:
لما عاد زعيم قبيلة صنهاجة الصحراء يحي بن إبراهيم الجدالي من رحلته لأداء فريضة الحج في حدود سنة 427هـ/ 1035م مرَّ بمدينة القيروان والتقى بها أبا عمران الفاسي شيخ المذهب المـالكي، فلزمه واستمع إلى دروسه وطلب منه أن يرسل إلى قومه تلميذًا يُفقههم في الدِّين، فعرض الشَّيخ على تلاميذه الأمر، فلم يقبل أحد منهم الذهاب معه لتلك الغاية، فحمله رسالة إلى تلميذ له في سجلماسة هو وجاج بن زلو اللَّمطي، فانتدب له وجاج تلميذًا تقيًا من تلاميذه هو عبد الله بن ياسين الجزولي، فبدأت بذلك رحلة الفقيه عبد الله بن ياسين في مضارب قبائل صنهاجة الصحراء.
وأحاول من خلال هذا البحث تسليط الضوء على رحلة الفقيه عبد الله بن ياسين إلى مضارب قبائل صنهاجة الصحراء، وتتبع جميع الأعمال الإصلاحية والتربوية التي قام بها قبل وبعد بناءه للرباط، كما أسلط الضوء أيضًا على الحروب التي خاضها لأجل إخضاع قبائل المغرب الأقصى لسلطة المرابطين، وكذلك نشر الدِّين الإسلامي في بلاد السودان الغربي.
ومن هذا المنطلق أطرح الإشكالية التالية:
كيف ساهمت هذه الأعمال الإصلاحية والحروب التي خاضها الفقيه عبد الله بن ياسين في تأسيس دولة المرابطين ؟ أو بعبارة أخرى ما مدى مساهمة الفقيه عبد الله بن ياسين في تأسيس وقيام دولة المرابطين ؟