Résumé:
يعتبر الإنسان في حالة هجرة منذ القدم وعلى مر الأزمان و إلى يومنا هذا وسنحاول هنا البحث عن مدلول الهجرة والدوافع الكامنة ورائها والآثار التي خلفتها في العصر الوسيط، وسنركز على بلاد المغرب على اعتبار أن الهجرة المشرقية سيتصدى للحديث عنها الكثير من الأستاذة في هذا المحفل العلمي.
تعريف الهجرة ومدلولاتها:
الهِجرة في اللغة كما وردت في معجم المعاني الجامع هي مصدر الفعل هاجَرَ، وتُجمع على هِجرات، وهي خروج الفرد من أرض وانتقاله إلى أرض أخرى بهدف الحصول على الأمان والرزق، أو هي انتقال المرء من بلدٍ إلى بلدٍ آخر ليس مواطناً فيه ليعيش فيه بصفةٍ دائمةٍ ، وقد ورد عن ابن فارس أنّ الهاء، والجيم، والراء أصلان، أحدهما يدل على شدّ شيءٍ أو ربطه، أمّا الآخر فيدل على القَطع أو القطيعة، وهي عكس الوَصْل، كما ورد عن ابن منظور أن الهجرة لغةً هي الخروج من أرضٍ لأرض ، ويمكن القول إنّ الهجرة في اللغة لم تقتصر على معنىً واحد، وإنما تشتمل على عدّة معانٍ؛ فالهجرة بمعنى المفارقة والقطع، وهي عكس الوَصْل، وتعني مفارقة الشخص لغيره باللسان أو القلب أو البدن، وقد كان أصل الهجرة عند العرب في خروج البدو من البادية مُتّجهين نحو المُدن بحثاً عن الرزق