Résumé:
نظرا للعلاقات التونسية الجزائرية التي نسجها التاريخ المشترك منذ الحضارات القديمة ووصولا إلى الفتوحات الإسلامية التي قامت بصهر هذه العلاقات في قالب الحضارة العربية الإسلامية . وعلى حين غفلة من تاريخ الشعبين يلج الاستعمار الفرنسي مدنسا الأرض بجحافله الغاشمة ساعيا إلى تفكيك أواصر الأخوة بين الأمة ، ولكنه لم يفلح ولم ينل مبتغاه ، بفضل حركة الهجرة التي قام بها الطلبة الجزائريون نحو تونس طلبا للعلم من جامع الزيتونة ومن الزوايا وبما يدور في فلكها من طرق صوفية تنشد سمو الروح وطيبة الخلق والتحصيل المعرفي.
ولما كانت حركة الهجرة معلما في الحركة البشرية تقوم بدور هام في البناء الحضاري وفق آليات التواصل الذي ينعكس على المدن والحواضر ، قامت علاقات تونسية جزائرية تربطها أنسجة دينية ولغوية وجغرافية وتاريخية، تجسدت بشكل جلي من خلال الهجرات العلمية الطلابية والثقافية منذ القديم إلى يومنا هذا.
ويعد موضوع هجرة الطلبة الجزائريين بجامع وجامعة الزيتونة بتونس من المحطات التاريخية والثقافية والتعليمية التي أوضحت دور تونس في نصرة الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية وذلك من خلال تأطير الطلبة الجزائريين الفارين من سياسة التجهيل والبطش والعوز خصوصا بعد اعتماد إدارة فرنسا من غلقها للمدارس ومصادرة الأوقاف وتحويل المساجد إلى كنائس ومقاهي وثكنات عسكرية.
ولمّا كان هذا الطرح ملخصا للمداخلة التي أنوي المشاركة بها في هذا الملتقى ارتأيت جمع المصادر والمراجع التي تناولت هجرت الطلبة إلى جامع وجامعة الزيتونة بناء على الأرشيف الوطني التونسي وأرشيف وحدة متحف وزارة التربية التونسية وأرشيف المعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة والعديد من الدفاتر الإحصائية والدفاتر المدرسية والملفات الأرشيفية سنذكرها في تهميش المداخلة.