Résumé:
إن ما يميز العصر الحالي هو التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات بفضل الانفتاح على الآخر وكذا المستجدات التي طغت على جميع جوانب الحياة، خاصة فيما يتعلق بالاستهلاك الواسع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والتي انعكست محتوياتها بشكل مباشر على سلوكات وممارسات الأفراد والجماعات.
ولعل فئة الأطفال هي من أكثر الفئات التي تتأثر بمختلف المتغيرات الجديدة على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والتربوية نتيجة قلة وعيهم بمضامينها مما تدفعهم لتبني سلوكات تعرفوا عليها من خلال احتكاكهم بالمجتمع، فغالبا ما يقلد الطفل سلوكات أقرانه بغرض الترفيه أو تحقيق القبول في الجماعة إما صدفة أو قصدا والتي تحتوي مضامين وعناصر ثقافية تؤثر على أنماطهم السلوكية، مما يعكس العديد من الانحرافات التي تترتب عن عدم وعي الطفل وغياب التوجيه من طرف الأسرة كونها المسؤولة الأولى عن تربية أبنائها جسميا، عقليا، معرفيا، عاطفيا وجنسيا، وما يجعل مهمة التربية الأسرية معقدة هو إمكانية اكتساب الطفل سلوكات تتسم بالانحراف وتتعارض مع الأنماط الثقافية السائدة والمنهجية التي تنتهجها الأسرة في ضبط وتوجيه أبنائها في مرحلتي الطفولة والمراهقة بالأخص، في ظل ما يتناقض مع قيم الأسرة والمجتمع وما يدفع بالطفل لانتهاج سلوكات منحرفة تؤثر عليه بالدرجة الأولى ويمتد تأثيرها إلى المجتمع بالدرجة الثانية، وفي هذا السياق تعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات من بين أهم السلوكات التي تستهوي الأطفال والمراهقين خاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية.
لهذا خصصنا مداخلتنا في تناول موضوع: "دور التربية الأسرية في حماية الطفل من أضرار المخدرات"