Résumé:
يعد المجتمع الركيزة الأساسية التي من خلاله يكتمل النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي لأفرداه نموا سويا، لكن نجد في بعض الأحيان نلاحظ أشخاص نموهم غير سوي من خلال الممارسات المختلفة التي يمارسونها داخل المجتمع عن ما هو طبيعي وقانوني.
وتعد المخدرات ﺇﺤﺩﻯ المشكلات الاجتماعية ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ التي لم تكن مجهولة لدى المجتمع الجزائري لها جذورها في عمق الحضارات الإنسانية، لكنها لم تكن تشكل ظاهرة مرضية إلا من خلال انتشارها المهول الذي لم تفلت منه أي دولة في العالم، فقد شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة زيادة في حصيلة كميات المخدرات المضبوطة وكذا زيادة في أعداد المدمنين.
ﻭﺘﺘﺯﺍﻴﺩ مشكلات المدمنين على المخدرات ﺒﺸﻜل ﻤﻠﺤﻭﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ، ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ الاجتماعية، ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺜﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍلاقتصادية ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ الإدمان على المخدرات ﻴﻌد مظهر من ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ الانساني ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ معدﻻﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ، ﺒﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﺘﻁﺎﻟﻌﻨﺎ ﺒﻪ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭالأخبار ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وخاصة في وسط الشباب بما في ذلك الشاب المتمدرس.
إن العوامل والمتغيرات التي كانت وراء اهتمام الباحثين والمختصين في علم النفس وعلم الاجتماع لدراسة العوامل الكامنة وراء تعاطي المخدرات داخل الوسط المدرسي، خاصة العوامل الاجتماعية من أجل وضع الحلول المناسبة لمعالجة هذه الظاهرة، وهي ظاهرة متشبعة تتغذى من مصادر مختلفة ابتداء من الأسرة، الجيران والأقارب والأصدقاء والمحيط العام، مما يتطلب تظافر الجهود من أجل أن تكون الحلول المقترحة لهذه الظاهرة من أجل نتائج ومردود ايجابي لمخرجات المجتمع.