Résumé:
تعد الأسرة الخلية الأولى التي يبدأ فيها الفرد حياته ويقضي فيها جل وقته ويستمد منها أفكاره وتوجهاته ومبادئه، ومنه فللأسرة دور حاسم في تكوين شخصية الفرد وتحديد مستقبله، كما أنها الوسط الوحيد الذي لا يملك الفرد فيه خيارا لأن تأثيرها عليه واقع مفروض لا محالة، لهذا فقد وضع علماء الإجرام الأسرة موضع الدراسة خاصة ما تعلق منها بالدور السلبي الذي تلعبه في تكوين الشخصية الإجرامية لأفرادها والعوامل الأسرية التي قد تدفعهم إلى دخول عالم الإجرام عموما وعالم المخدرات خصوصا، وهذه العوامل الأسرية متعددة بعضها داخلية والأخرى خارجية، ولم يتوقف البحث في هذه المسألة عند هذا الحد بل كان البحث حتى في الجانب المضيء من هذه المسألة وهو الدور الإيجابي للأسرة في الحد من تعاطي أفرادها للمخدرات، وذلك عن طريق إتباع تدابير وأساليب وقائية تهدف بواسطتها إلى بقاء الأسرة مترابطة ومتماسكة تمنع أعضاءها من دخول عالم المخدرات، كل هذا سنتعرض له بالدراسة والتحليل في هذه المداخلة التي تطرح تساؤلها الإشكالي الذي يتمحور حول: فيما تتجسد الأسباب التي تجعل من الأسرة عاملا رئيسيا في دفع أفرادها نحو عالم تعاطي المخدرات؟ و هل من الممكن أن تكون الأسرة حلا وعلاجا لإخراج أفرادها من الإدمان إلى بر الأمان أم لا ؟.