Résumé:
إن الاهتمام بقضايا الثقافة السائدة في المجتمع و علاقتها بالصحة النفسية اهتماما حديث نسبيا و السبب في ذلك هو " اعتقاد الناس أن ظواهر الصحة والمرض ظواهر عالمية مشتركة" (رحاب ،2014 ،ص173) لا تخص بيئة محلية و لا تتصل بثقافة محددة .
فلطالما أثارت إشكالية تفسير الاضطراب النفسي الجدل و المناقشات حولها ،حيث شغلت بكل أبعادها النفسية و المعرفية والاجتماعية و الثقافية و الدينية اهتمام المختصين ، ففي كثير من المجتمعات والثقافات الإنسانية ترتبط فكرة الاضطراب النفسي و سبل علاجه ببعض المفاهيم الثقافية كالدين والقيم والمعايير والعادات الاجتماعية والثقافية السائدة في هذه المجتمعات و يمكن تفسير ذلك على أن الثقافة المحلية السائدة تعتبر مسؤولة عن ظهور هذه الرؤى الثقافية للاضطراب ولأسبابه .
وسنحاول انطلاقا من هذه المداخلة تسليط الضوء على دور البعد الثقافي في تصور وتفسير الاضطراب النفسي من خلال تناول المفاهيم التالية : الانثروبولوجيا ،علم النفس المرضي ، الثقافة ، الشخصية و الاضطراب النفسي .