الاضطرابات الانفعالية : مقاربة معرفية سلوكية

Abstract

تهدف الورقة البحثية إلى تقديم عرض نظري عن الاتجاه المعرفي السلوكي في علم النفس وسنركز بالتحديد على إسهامه في تفسير كيفية حدوث مختلف الاضطرابات الانفعالية من خلال عرض النماذج الكبرى التي أسست له والمتمثلة أساسا في نموذج ارون بيك ، ألبرت أليس ، دونالد ميكنباوم . الافتراض الأساسي لهذا الاتجاه الذي ينطلق منه في تفسير سببية حدوث الاضطرابات الانفعالية هو تلك السيرورة التي تربط التفكير بالانفعال ثم السلوك وبالتالي فنمط التفكير( الخاطئ ، اللاعقلاني ، السلبي ) الذي يفكر به الشخص تجاه ما يواجهه من أحداث هو سبب وقوعه فيها . فالمحتوى الإدراكي للشخص ( معتقداته ،أفكاره ) تلعب دورا هاما في إحداث مختلف الاضطرابات الانفعالية وعليه فارون بيك يرى بان نمط تفكير الشخص الخاطئ الذي يحمله تجاه ذاته والعالم والمستقبل والذي يتسم بالتهويل والتضخيم ، التعميم الزائد ، الثنائية ، التجريد الانتقائي ، القفز إلى الاستنتاجات ، الكل أو اللاشيء هو الذي يعرضه للمعاناة من مختلف الاضطرابات الانفعالية . أما ألبرت أليس وانطلاقا من نموذج ABC الذي وضح من خلاله أن الأحداث التي يتعرض لها الشخص ليست هي سبب وقوعه في الاضطراب النفسي وإنما طريقة تفكيره تجاهها ،كما توصل إلى أن المضطربون انفعاليا يفكرون بطريقة غير عقلانية وقد خلص إلى أن هناك إحدى عشرة فكرة لاعقلانية حملها والتفكير بها يسبب مختلف الاضطرابات الانفعالية والتي تدور حول انه يجب أن يكون في كل الظروف والأوقات: أداؤه فعالا وجيدا ، أن تكون معاملة الآخرين له لطيفة وعادلة ، أوضاعه مريحة ومناسبة . في حين أن دونالد ميكنباوم انطلق من أن الطريقة التي يحدث بها الفرد نفسه ( الحديث الداخلي السلبي ) هي التي تحدث اضطرابه الانفعالي .