Résumé:
تهدف هذه الورقة البحثية إلى التعريف بأحد التقنيات الاسقاطية التي يستخدمها الفاحص العيادي عند بغيته التعرف على دينامية شخصية المفحوص ونوعية تنظيمه العقلي حيث تقدم هذه التقنية وهي رائز تفهم الموضوع بالإضافة إلى رائز آخر معلومات دقيقة وواضحة ومتكاملة تساعد على تشخيص الحالة.
وتعطي لنا هذه الروائز صورة عن الواقع الداخلي الذي يضفيه المفحوص على المادة المقدمة له وهي تختبر نوعية العلاقة مع الواقع وفي نفس الوقت إدماج الواقع النفسي في النظام الفكري للفرد بحيث يجد هذا الأخير نفسه أمام ضغوطات خارجية وداخلية فيبين لنا كيف يواجه عالمه الداخلي.
وترى الباحثة نادية شرادي أن الروائز الاسقاطية تساهم بشكل كبير في إجلاء نظام الشخصية وكيفية توظيفها للواقع الخارجي والاستجابة انطلاقا من منبه يضعها أمام تناقضات إذ عليها أن تترك العنان للخيال ليسقط المفحوص على مادة مقدمة له ما يختلج في أعماقه الدفينة من تصورات وميولات وأحاسيس عميقة ومكبوتة لا تصل إلينا بشكلها الخام إنما يستعمل الفرد أساليبه الدفاعية لتجنب الاستدعاءات الخطيرة التي قد تهدد امن الأنا.
لذا يحاول الباحثان تقديم رائز تفهم الموضوع المسمى بـTAT، الذي وضعه الطبيب البيو كيميائي هنري ميراي بمساعدة زميله مورقان سنة 1935 في مختبر العيادة النفسية بهارفارد، وهو اختبار إسقاطي يهدف إلى المعرفة الدقيقة والعميقة لسير الجهاز النفسي للفرد، والذي ينصح به في جميع الوضعيات التي تتطلب فحصا نفسيا سواء بهدف البحث أو العلاج أو التشخيص حيث يعطي معلومات جيدة حول بنية الشخصية ونوعية التنظيم العقلي وكذا عن الأساليب الدفاعية فيمكننا إعطاء فرضية عن حول الإشكالية المرضية للمفحوص أين يطلب من الشخص أن يتخيل قصة انطلاقا من لوحة بمعنى آخر بناء رغبة من خلال واقع معين.
وسوف يقدم هذا الرائز من خلال تعريفه، تطوره، أهميته في مجال البحث السيكوسوماتي، سياق ارصان السرد القصصي ومراحل سيره.