السواء واللاسواء في علم النفس المرضي والمعايير الأساسية في تحديدهما

Abstract

إن موضوع علم النفس المرضي هو الظاهرة المرضية، أو اللاسواء، وبين السواء واللاسواء حاول العديد من العلماء الوقوف عند حدودهما وأبعادهما، واختلفت المعايير التي تحدد ماهية السواء والمرضي. سنحاول في هذه المداخلة توضيح مفهوم السواء لغة، ثم اصطلاحا، وذلك حسب وجهة نظر علماء النفس والطب النفسي وكذا من وجهة نظر علماء الاجتماع، معرجين على مفهوم السواء عند مجموعة من العلماء أمثال "فرويد " و"إريك فروم" و"ابراهام ما سلو". ثم ننتقل إلى مفهوم اللاسواء لغة واصطلاحا، كذلك من وجهة نظر علماء النفس والاجتماع، مشيرين إلى بعض مؤشراته، ثم ننتقل إلى الصفات المحددة للسلوك السوي واللاسوي، و التشخيص العيادي للمفهومين ثم ننتقل إلى الأبعاد التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تحديد السواء واللاسواء، ولكي يسهل علينا التعرف على الشخصية السوية واللاسوية لابد لنا توضيح معايير السلوك السوي واللاسوي (الذاتي، الاجتماعي، الإحصائي، المثالي،النفسي)، إضافة إلى الانتقادات الموجهة لكل معيار. ويمكننا القول إن التحديات الرئيسية التي تواجه الذين يعملون في مجال الأمراض النفسية هو تعريف السلوك السوي أو المرضي، لأن كل التعاريف تتسم بكونها لا تصمد كتعريف ثابت متسق، ويفسر بسهولة كل المواقف أو المظاهر التي يبرز فيها هذا المفهوم، لأن العلماء يُنِّظرون للمفهوم من زوايا خاصة ومن وجهات نظر فردية، وليس هذا فحسب من يصعب المهمة بل أن العوامل الثقافية والإيديولوجية تصعب بصورة أكبر حدود السواء والمرض، فقد تعددت المحكات واختلفت المعايير التي تحدد ماهية السواء والمرضي.