Résumé:
تندرج هذه الدراسة في إطار بحث واقع الجامعة الجزائرية في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية الراهنة، بالإضافة إلى البحث في مكانة التعليم العالي في الجزائر، وماهية أدوار الدولة في خلق بيئة تعليمية غنية ومستقرة تسمح بإنشاء مشروع مجتمع متحضر قادر على الموازنة بين الاحتياجات والمستجدات والإمكانيات المتاحة للاستثمار فيها، والتي بدورها تمكن المجتمع من الانطلاق في مسيرة النمو بطريقة سليمة تجعل من المجتمع الجزائري فاعلا في الحراك الدولي وليس منقادا.
لاشك في أن التطورات والتغيرات في العلاقات الإنسانية والدولية يرجع إلى الاهتمام بالمعرفة والبحث العلمي، وكغيرها من الدول أصبحت الجزائر تهتم بصورة واضحة بموضوع الجامعة باعتبارها المركز الحيوي الذي يصنع التغيير ويحرك المجتمعات بل وأكثر من ذلك فان الدول أصبحت تقرن المسالة التنموية بتطور الجامعة، الأمر الذي جعلها من أولويات اهتمام الدولة والساسية، إذا أصبحت الجامعة مع مرور الوقت من أبرز اهتمامات السلطة والمجتمع على حد سواء، غير أن الواقع لا يمكنأن يتغير بزيادة الهياكل وفتح مناصب الشغل وانجاز الملتقيات وغيرها من الأمور التي يتحدث عنها الخطاب الرسمي المعلن، ووفقا هذا السياق فإن الانجازات الفعلية للجامعة الجزائرية لا تصب في الأهداف المنشودة بل إن الواقع الاجتماعي المعاش منذ الاستقلال أثبت حقيقة ذلك حيث تأثرت الجامعة الجزائرية منذ تلك الفترة بالمتغيرات التي عاشتها الجزائر سواء من حيث البعد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي والأصعب من ذلك في البعد الأخلاقي، الأمر الذي زاد من صعوبة الموقف الرسمي والسياسي مخلفا بذلك أزمة خانقة يصعب تحديد مرجعياتها، خاصة وان التحولات العميقة التي عرفتها الجزائر فرضت فكرة الارتجال السياسي في علاج الأزمات الراهنة، وهذا غير كافي لتغيير الاتجاهات نحو تحديث الجامعة واعتبارها قائد المسار التنموي.