Résumé:
لقد أدركت الجزائر أهمية المقاولاتية كبديل يمكن الاعتماد عليه للخروج من الوضعية الحرجة التي عرفها اقتصاد الجزائر نهاية ثمانينيات القرن الماضي، والناتجة أساسا عن عجز المؤسسات العمومية في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية. وقد ركزت الجزائر في تكوينها الجامعي على أهمية تنمية وغرس روح المقاولاتية لدى الطلبة الجامعيين بهدف توجيههم إلى النشاطات التي تهم التنمية المحلية بالدرجة الأولى والتي من شأنها أن تزداد حجما بمرور الأيام، وبالتالي بإمكانها توفير فرص العمل لفائدة الشباب. وقد تم تطبيق دراسة ميدانية لعيّنة من المشاريع المقاولاتية لحاملي الشهادات الجامعية بولاية سكيكدة، والبالغ عددهم 150 مقاول. وكان الهدف من الدراسة تبيان مدى أهمية ودور التكوين الجامعي في إخراج قيادات ناجحة في مجال المقاولاتية. وقد تم التوصل إلى أنه فعلا للتكوين الجامعي دور في إخراج قيادات ناجحة انطلاقا من أهمية التكوين الذي تحصل عليه الطالب مما شجعه للتوجه إلى إنشاء مشاريع مقاولاتية، كما أن التكوين طوّر وساهم في تنمية قدراته وخصائصه كمقاول، إضافة إلى اكتسابه المهارات الكافية لضمان واستمرارية مشاريعه. غير أن ذلك لا ينفي من أنه توجد نقائص وثغرات في البرامج والمناهج المعتمدة بالمؤسسات الجامعية ولعّل أبرزها يكمن في نقص ثقافة ضمان الجودة بمؤسسات التعليم العالي الجزائرية.