Résumé:
يسكن الناس بقعة من هذه الأرض، لكنها، مع مرور الوقت، تصبح هي التي تسكنهم، فإذا "كان الإنسان مدنيًّا بالطبع" (ابن خلدون، 808هـ)، فإن المدينة إنسانية بالانطباع، والحد الفاصل بين الطبع والانطباع هو ما يُضفي هذه الجدلية التاريخية القائمة؛ بين تفاعل الناس فيما بينهم بما يمتلكون من صفات معنوية من جهة، وبين المظاهر المادية للمحيط الذي يعيشون فيه من جهة أخرى.
وإذا نظرنا إلى (الجامعة) كمُكوِّن اجتماعي يمتد طيفه من الـفردية (كونه مجموعة من الأشخاص) مرورًا بـالنسق (مجموعات متجانسة ومتفرعة التخصصات) وصولاً إلى الوحدة الشاملة ذات الارتباط الوثيق بكل الأنساق الاجتماعية الأخرى؛ الاقتصادية، السياسية، ...