البطالة لدى خریجي الجامعة: أسبابها وآثارها الاجتماعیة والاقتصادیة

Abstract

تعتبر البطالة ظاهرة اجتماعیة واقتصادیة خطیرة عرفتها كافة المجتمعات الإنسانیة على مر العصور، حیث شكلت على الدوام عائقا تنمویا تعاني منه معظم دول العالم بما فیها المتقدمة، وذلك بالنظر إلى إفرازاتها السلبیة التي تمس جمیع مناحي الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة فضلا عن الأمنیة منها. والجزائر كغیرها من الدول العربیة لم تكن بمنأى عن هذه المشكلة، حیث شكلت البطالة احد أهم المشاكل التي یعاني منها المجتمع الجزائري وذلك مع مطلع الثمانینات أین شهد الاقتصاد الجزائري تراجعا في مداخیله، بسبب تراجع عائدات النفط بفعل انخفاض أسعاره وذلك تزامنا مع الأزمة الاقتصادیة التي شهدها العالم یومها، فضلا عن أزمات أخرى مرتبطة بهذا التراجع كإفلاس العدید من المؤسسات الوطنیة الكبرى وحدوث انكماش كبیر في الاستثمارات على مستوى مختلف القطاعات وخاصة الاقتصادیة منها، مما احدث جملة من المشاكل التي تطلبت إصلاحات اقتصادیة و إعادة الهیكلة وهیمنة القطاع العام على جمیع الأنشطة الاقتصادیة وتراكم الدیون وارتفاع معدلات البطالة، فلم تعد هذه الأخیرة في بلادنا الیوم في حاجة إلى إثبات خطورتها، ففي ضوء تزاید معدلات البطالة خاصة بین حاملي الشهادات العلیا تزداد حدة المشكلة مع تزاید عدد الوافدین إلى سو ق العمل سنویا، وقد برزت ظاهرة بطالة الجامعیین في الجزائر بشكل ملفت للانتباه بسبب تشجیع السیاسات الحكومیة للاستثمار والإنفاق في التعلیم عامة والجامعي خاصة، وما ارتبط بهذا القطاع من توسع في المؤسسات الجامعیة عبر الوطن وكذلك مجانیة الخدمات المرتبطة به، حیث شهد التعلیم في الجزائر نقلة نوعیة وكمیة منذ منتصف القرن الماضي، فقد ازداد عدد المدارس العلیا والجامعات والطلبة بشكل ملحوظ، كما تم التوسع في جمیع المجالات و الشعب المفتوحة للتكوین، فقدمت بذلك الجامعات أعدادا هائلة من الخریجین الذین دخلوا سوق العمل بمختلف التخصصات فزاد بذلك العرض من طالبي العمل في ظل محدودیة المناصب المفتوحة، بسبب قلة الاستثمارات وانكماش الاقتصاد الوطني