الادارة الصينية للنزاع في شبه الجزيرة الكورية

Abstract

سعت الصين منذ مطلع القرن الواحد والعشرين إلى لعب دور فعال ومؤثر في العالقات الدولية، وذلك بالنظر إلى تمتلكه من معطيات القوة االقتصادية والعسكرية والسياسية. ويعد النزاع في شبه الجزيرة الكورية من أبرز القضايا التي أبانت عن الطموح الصيني في مشاركة الواليات المتحدة قيادة العالم، وعن التنافس الحاصل بين هاتين القوتين، بحيث تعمل الواليات المتحدة على احتواء القوة الصينية عن طريق حلفائها في المنطقة والممثلين خاصة بكل من كوريا الجنوبية واليابان، في الوقت الذي تعمل فيه الصين بمعية حليفتها كوريا الشمالية على كسر الحصار األمريكي وانهاء نفوذه في المنطقة أو على األقل حفظ التوازن االستراتيجي معه، وذلك من خالل ادارتها للنزاع الكوري ومحاولتها توجيه ديناميكياته وفق رؤيتها لمصالحها االستراتيجية، معتمدة في ذلك على المزج بين األدوات التوفيقية، والتي تتضح من خالل توسطها بين األطراف وتشجيعها للمفاوضات. واألدوات الضاغطة والمتمثلة في دعمها للعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، ومساندتها واشنطن وحلفائها على أخذ موقف أقل تشدداً لسياسات هذه األخيرة العدائية إلجبار من النظام في بيونغ يانغ. وقد أثمر األداء الصيني في شبه الجزيرة الكورية عن تحقيق بعض المكاسب على المستوى االستراتيجي، والسياسي، واالقتصادي، وأخفق في محطات أخرى.