Résumé:
لقد مر مفهوم التدخل الدولي اإلنساني بمراحل مختلفة وصوال إلي ما ىو عليو اآلن، فقد استخدم
قديما للدفاع عن حقوق األقليات من طرف بعض الدول، حيت ثم التدخل في شؤون الدولة العثمانية
تحث ذريعة حماية حقوق األقليات، و قد تطور مفهوم التدخل اإلنساني مع تطور و تزايد االىتمام بحماية
حقوق اإلنسان بمختلف أنواعها و من دون أي تمييز بين أي فرد من حيث اللون و الدين و الجنس، فقد
ساىم بروز الهيئات و المنظمات الدولية مثل عصبة األمم قديما، و األمم المتحدة بعدىا في حماية حقوق
اإلنسان من مختلف االنتهاكات التي قد يتعرض لها أي بشر بصفتو إنسان.
كما منحت االتفاقيات الدولية الخاصة بحماية حقوق اإلنسان، سواء الدولية أو اإلقليمية، حماسا
متزايدا لمختلف الدول من أجل حماية حقوق اإلنسان، فهذه االتفاقيات عملت علي جعل حقوق اإلنسان
ذات صبغة عالمية، اليسمح من خاللها بتعرض أي شخص لالضطهاد.
باإلضافة إلي ىذا فقد شهد مفهوم التدخل الدولي اإلنساني جدال قانونيا و سياسيا كبيرا بين الفقهاء،
و ذلك لما يحملو من تعد عن السيادة الوطنية للدول، وكذا مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول،
فقد عارضو البعض و أجازه البعض األخر، حتى ظهر تيار أخر حاول التوفيق بينهما، من خالل وضع شروط
و معايير تضبط ىده التدخالت الدولية اإلنسانية، كما أن الدول و من خالل انضمامها إلي االتفاقيات
الدولية الخاصة بحماية حقوق اإلنسان قد ساىمت في إخراج حقوق اإلنسان من االختصاص الداخلي إلي
االختصاص الدولي و بدلك اإلنقاص من السيادة الوطنية للدول.
و أمام الجدل الواسع الذي ظل قائما حول مدي شرعية التدخالت اإلنسانية خاصة بعد تزايدىا في فترة
التسعينات، ظهر مفهوم جديد محل التدخل اإلنساني، ىو مسؤولية الحماية الذي أتت بو اللجنة الكندية،
حيث وضعت شروطا و كدا خولت جهات خاصة بالتدخل اإلنساني إلضفاء شرعية عليو.