Résumé:
من خالل ما سبق وختاما لذلك يتضح لنا الدور الفعال و احليوي الذي يلعبه اإلعالم احمللي يف
حتقيق التنمية احمللية حيث تعترب اإلذاعة احمللية من أهم الوسائل اإلعالم احمللية اليت تساهم يف عملية التنمية و
ذلك من خالل التخطيط لألنشطة و الربامج املتعددة اجملاالت اليت ختدم اجملتمع و يهدف إىل زايدة توعيته ،
كما تضمنت الدراسة وجود عالقة بني اإلعالم احمللي و التنمية احمللية فال ميكن للعقل أن يتصور أن يكون
إعالم ما مل يؤدي مهامه يف تقدمي اخلدمة العمومية سواء كانت هذه اخلدمة اجتماعية أو سياسية ، اقتصادية
أو ثقافية أو صحية ترفيهية واليت توفرها الدولة جلميع أفراد اجملتمع دون متيز بني األفراد أو الوالايت أو األقاليم،
كما ال ميكن أن تتصور وجود جمتمع من دون توفر وسائل اإلعالم بغض النظر عنها واليت تسمح للفرد أن
يكون طرفا فاعال ومشاركا يف احلياة فوسائل اإلعالم احمللية تعترب مبثابة عني و أذن ولسان املواطن ليتطلع هبا
على العامل اخلارجي ومعرفة ما حيدث داخل اجملتمع.
كما تعد التنمية احمللية الركيزة األساسية ومطلب حقيقي للوصول إىل التنمية الشاملة ذلك أهنا هتتم
بفئة األفراد واجملتمع و التنمية احمللية عملية معقدة ومتشابكة جيب أن تتشارك فيها جهود كل اهليئات
االجتماعية وكذا الفواعل احمللية ومن بينها وسائل اإلعالم احمللي هذه األخرية ميكن أن تساهم يف إحداث هذا
التغري و التطور االجتماعي عرب مراحل النمو.
وذلك إذا توافرت سياسات تنمية مدروسة وختطيط فعال وكذا قدر ة هذه املؤسسات اإلعالمية على
التحكم يف الدور الذي تقوم به يف جمال التنمية ، وذلك من خالل التحكم و التقيد يف شبكاهتا الرباجمية و اليت
ال بد أن يكون إعدادها بعيدا عن العفوية و الذاتية يف تقدمي اخلدمة العمومية.
لذلك فإن اإلعالم احمللي يعد نقطة اتصال و أداة تواصل بني الفواعل احمللية سواء كانت بني الدولة
وسلطاهتا الثالثة أو اجملتمع املدين أو القطاع اخلاص و األفراد فهي تعمل على مراقبة عمل الدولة وسلطاهتا
الثالثة ونقل مشاكل األفراد املعرب عنها يف اجملتمع املدين و القطاع اخلاص إىل صناع القرار و التعبري عنها
وحتليلها وكذا تفسريها لوضع عالج وحلول هلا ووضعها يف متناول اجملتمع احمللي، فهي مبثابة العلبة السوداء يف
عملية التغذية العكسية.
كما أثبتت التجارب و النتائج أن ثورة اإلعالم احمللي شهدت تطور سريعا ومضطردا استفادت منه
اجلزائر يف النهوض ابلتنمية احمللية وحتسني اجملتمعات وترقيتها، لذلك فإن األمر يف اجلزائر ال يزال حيتاج إىل
وقفة حقيقية من طرف املسئولني على كل القطاعات حمل الصلة ليتعاملوا مع هذا اإلعالم بنظرة الشريك
احلقيقي ال العدو االفرتاضي وابلتايل خلق عالقة تكاملية وثيقة بني األطراف الثالثة لتنمية احمللية وهي املواطن،
السلطة، اإلعالم، وابلتايل دفع عجلة التنمية احمللية بكل ثقة و خبلو اتم من شوائب الالمسؤولية على أساس
املصارحة و املساءلة وعلى قواعد أكثر دميقراطية و أكثر شفافية وعلى تفعيل لغة احلوار و التكامل بني
املؤسسات اإلعالمية احمللية و الدولة، وابلتايل االجتاه إىل بناء دولة احلكم الراشد اليت تعطي الفرصة و اجملال
ملختلف اهليئات احمللية للمشاركة يف عملية اختاذ القرار ومن مثة بناء سياسات تنموية رشيدة تكفل التعددية
واحرتام الرأي و الرأي املضاد وجتسيد دولة احلق و القانون.
كما تكمن أمهية التجربة اجلزائرية يف ميدان اإلعالم احمللي من خالل اإلذاعات احمللية املنتشرة يف ربوع الوطن و
اليت أبرزت دورها يف تقوية االتصال بني خمتلف الفواعل احمللية عن طريق املسامهة يف احملافظة على التفاعل
الوطين وابلتايل حتقيق التنمية احمللية بفضل اإلعالم احمللي االحرتايف احلديث املدعمة بتجهيزات تقنية جديدة
وبرامج مدروسة قادرة على رقمنه اإلعالم.
لذلك فإن التنمية احمللية تستدعي النهوض بوسائل اإلعالم احلديثة و تنميتها اليت تسعى جاهدة
حملاربة التخلف وحتقيق النهوض االقتصادي و التغري االجتماعي ومنحها استقاللية لتمارس أعماهلا مبحض
أرادهتا بعيدا عن سلطة ورقابة الدولة وكذا دعمها ماداي ومعنواي وختفيف الضغط عليها لتمكينها من آداء
أعماهلا التنموية.