تدخل القوى الكبرى عبر حلف الشمال الأطلسي في الأزمة الليبية 2011 وانعكاساته على الأمن القومي الجزائري

Abstract

يتناول هذا البحث موضوع التدخل العسكري الإنساني في ليبيا عام 2011 عقب الأحداث التي شهدتها ليبيا و المنطقة العربية عموما من حراك سياسي عرف بالربيع العربي أو الثورات العربية على الظروف السياسية و الإقتصادية و الاجتماعية المتدهورة، و التي حملت الشعوب العربية على الخروج إلى الشارع مطالبة إما بالإصلاح أو التغيير الجذري على مستوى النظم السياسية العربية المعمرة، و الموصوفة بالشمولية و الديكتاتورية و التسلطية من المحيط إلى الخليج، إلا أن الحالة الليبية إتسمت بخصوصية الـأحداث عن غيرها من الدول التي أصابتها الإحتجاجات، إذ سرعان ما تم عسكرة الانتفاضة و تحولت إلى نزاع داخلي تم تدويله على مستوى مجلس الأمن الدولي الذي أصدر قرارا يقضي بتدخل عسكري لحماية المدنيين من ممارسات النظام الليبي بحيث كانت دوافع التدخل إنسانية بحتة إلا أنها في حقيقة الأمر لم يخلو من الأهداف السياسية المتداخلة للدول الكبرى التي تعاني من أزمة مالية خانقة. لقد خلف التدخل العسكري لحلف الأطلسي تداعيات أمنية خطيرة على ليبيا، إذ خلق حالة من اللاإستقرار السياسي و الإنفلات الأمني بعد الإنتشار الرهيب للسلاح و سقوط الدولة المركزية، الأمر الذي أثر مباشرة على منطقة الساحل الإفريقي الهشة أمنيا، فطفت إلى السطح إنفصال الأقليات الإثنية المتمثل في أزمة طوارق شمال مالي و تزايد نشاط الشبكات الإجرامية و التنظيمات الإرهابية مما شكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي الجزائري ، ما يستدعي تكثيف الجهود و التنسيق و التعاون بين دول المنطقة لإحتواء التهديدات الأمنية القائمة و هو ما تجلى في تسارع و تيرة النشاط الدبلوماسي و العسكري من طرف الجزائر باعتبارها قوة إقليمية لقطع الطريق أمام كل ما من شأنه أن يمس بالطابع الإقليمي لهذا التطور الحاصل و الذي ينذر بخطر التدخل الأجنبي.