المعالم الجنائزية في المنطقة الجنوبية لولاية الطارف

Abstract

تزخر ولاية الطارف الواقعة بالشرق الجزائري بالعديد من االمعالم والمواقع الاثرية التاريخية الهامة المتنوعة بتنوع طبيعتها الخلابة وتركيبتها البشرية، بتعاقب عدة حضارات على أراضيها وما خلفته من شواهد مادية ترتجم ما كان سائدا في أفكار هؤلاء الشعوب منذ فترات ما قبل التاريخ الى الحضارات التاريخية القدمية، وكذا الفترة الزمنية المحصورة بينهما والمعروفة بفجر التاريخ، هذه الفترة الانتقالية التي شهدت تطورات في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية كصناعة الفخار و الادوات المعدنية ، وخاصة التطور الذي مس الحياة الدينية، و فصل عالم الاحياء عن عالم الاموات مما أدى إلى ظهور المقابر الميغاليتية بما تحمله من معاني في تطور المدافن واختلاف انماطها و التي تميزت بالضخامة تخليدا للميت الذي كان يرفق بأدوات جنائزية وحلي الزينة، كما كان يدفن بوضعيات مختلفة ، فكل هذه الممارسات ذات أهمية في حياة ما بعد الموت حسب اعتقادهم. و تعتبر المقابر الميغاليتية من المصادر المادية التي تشهد على تعاقب إنسان فجر التاريخ يفي شمال أفريقيا، لذا نجدها منتشرة بكثرة في الغرب التونسي والشرق الجزائري خاصة بالاوراس، الحضنة، قسنطينة، تبسة الطارف وقالمة، هذه الاخيرة أجريت عليها أبحاث ودراسات أثرية وبلامقابل الطارف لم تحظى بالاهتمام والدراسة كونها مجهولة، وهي تحتوي على مقابر صغيرة تضم معالم جنائزية ميغاليتية من نوع المصاطب الحجرية، وقد ارتأيت الى إجراء دراسة وصفية تنميطية لكل من معالم المنطقة بهذف التعريف بهما و فتح مجال البحث المستمر حول المعالم الجنائزية الغير معروفة