الحركة التجانية في الجزائر خلال القرن 19م

Abstract

تعتبر ظاهرة الطرق الصوفیة من الظواهر الاجتماعیة الجدیرة بالاهتمام من حیث ثبوتها عبر الزمان والمكان وهذه الظاهرة التي استقطبت أكبر عدد من المهتمین والدارسین لاستكشاف ومعرفة قدر لبأس به من محتواها التركیبي و العقائدي وا ٕ ذا نظرنا إلى هذه الظاهرة من الناحیة الاجتماعیة نجد أنها عملت على إزالة الخلافات بین مختلف فئات المجتمع وفك النزاع بین العشائر والقبائل وبذلك كثرت في المدن والأریاف الأضرحة والزوایا والقباب التي أدت أكثر من دور اجتماعي كإیواء العجزة والمساكین والغرباء لیكون بذلك الشیخ الذي یترأس الطریقة الصوفیة هو بمثابة المسؤول والحاكم بین الأفراد والذي یفصل بین جمیع القضایا والخلافات الاجتماعیة وقد تناول الكثیر من الدارسین تاریخ هذه الطرق الصوفیة فمنهم من یرى أنها مجتمع مغلق مبني على عصبیة دینیة قبلیة ومنهم من یرى أنها فئة تشبه الجماعة الضاغطة تستند على الدین لتحقیق أهداف دنیاویة في السیاسة والمصالح الدینیة، وهناك من یرى بأنها رؤیة جدیدة للدین تهدف إلى ترسیخ تعالیم الإسلام وذلك بالدعوة إلى السنة المحمدیة إضافة إلى من یرى أنها أوكار للبدع والخرافات وبؤر للمفاسد ومنبع للعادات السیئة التي تشد الفرد للوراء على عكس من یرى أنها مراكز للإشعاع الروحي والعلمي ومنبعا للهدایة والأخلاق. لكل طریقة صوفیة مؤسس أو شیخ تنتسب إلیه كما هو الحال بالنسبة للطریقة التجانیة التي ظهرت على ید مؤسسها أحمد التجاني، التي شدت انتباه الناس إلیها لأنها كانت من بین الزوایا التي ثارت في وجه الوجود العثماني بالجزائر، وا ٕ ذا كان موضوع الطرق الصوفیة قد أخذ نصیبه في كتابات العسكریین الفرنسیین خلال القرن 19م إلا أنه لم یلقى كل الاهتمام في الكتابات الأكادیمیة الجزائریة فما بالك بمو ضوع الحركة التجانیة التي لم تُدرس كموضوع قائم بحد ذاته ومن هنا وقع اختیارنا على هذا الموضوع تحت عنوان الحركة التجانیة بالجزائر خلال القرن 19م الأغواط نموذج