Résumé:
اتجهت دراسات العديد من المؤرخين والباحثين نحو النشاط النشاط الاقتصادي لبلاد المغرب
الاسلامي ، حيث انكبوا على دراسة مختلف جوانبه التجارية والصناعية والزراعية ، معتمدين
َ في ذلك على مصادر متنوعة أثرية وأخرى تاريخية ، الكثير منها لم
يعتمد على النصوص الفقهية التي تحمل في ثناياها العديد من المعطيات التي تحتاج إلى
التوظيف التاريخي .
:
تبرز أهمية الموضوع فيما للمعطى الاقتصادي من أهمية تنعكس على المعطى
السياسي والاجتماعي وحتى الثقافي ، و ما يشمله من معاملات مالية التي تعد أهم آلياته ،
َ
غير أن الاعتماد على كتب الفقه والنوازل يعتبر من أصعب الدراسات ، نظرا لحداثتها
وطبيعتها التي تعتمد التدقيق والتحليل والمقارنة ، الامر الذي استدعى استعمال مصادر
مساعدة على تحليل وتمحيص المادة العلمية الموجودة في النوازل وتوضيح الصورة المتعلقة
النوازل كانت مواكبة للمستجدات والتطو ارت ، وكونها
َ
سجلات حفظت فيها أحكام القضاة وفتاوى الفقهاء ، لاغلب ما طرح عليهم من قضايا
وتساؤلات ، مستندين في ذلك إلى الفقه المالكي ، الذي كان مرجعية أهل المغرب ، فقد عمل
فقهاء المنطقة على حل مشاكل المعامالت المالية من صرف ورهن وغيرها من المعاملات ،
وفق مصادر التشريع الاسلامي، و وفق العرف والعادة السائدة في كل منطقة من مناطق
المغرب الاسلامي .
وقد اخترنا في هذه الدراسة أحد أهم مؤلفات النوازل وهو كتاب الونشريسي "المعيار
المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل افريقية والاندلس والمغرب " ، كمصدر أساسي في
هذه الدراسة ، لما يحتويه من أسئلة وأجوبة حول المعاملات المالية التي تعبر عن واقع
الحياة الاقتصادية بالمغرب الاسلامي ، اضافة الى بعض المصادر الاخرى التي لا تقل
أهمية ، فكتب النوازل وحدها لا تكفي ، وجاء موضوع دراستنا تحت عنوان : "التنظيم
الفقهي للمعاملات المالية بالمغرب الاسلامي ما بين القرنين: 7-9ه/13-15م من
خلال نوازل المعيار للونشريسي "