مراكز إنتاج المنسوجات والملابس الإسلامية وصناعتها في معجم البلدان لياقوت الحموي

Abstract

تعــد صــناعة النســيج والملابــس مــن أقــدم الصــناعات التــي نشــأت مــع الإنســان منــذ فجــر التاريخ، وكانت وليدة حاجته إليها، ذلك لحمايته من برد الشتاء القارص وحر الصـيف اللافـح، فلجـأ هـذا الأخيـر إلـى البيئـة والتـي أمدتـه بمختلـف المنتجـات النباتيـة كالكتـان والأقطـان وكـذلك الحيوانيـة كالأصواف فصلا عن الحرير من دودة القز . ورفقـا تطـور مراحــل حيـاة الإنســان تطـور فــي الملابـس فتعــرف علـى طــرق للغـزل والخيــوط ودخــل مرحلــة النســج ووفقــا علــى مزايــا المتعــددة فأحســن اســتخدامه وصــنعه وأنــواع مختلفــة مــن الملابـس الصـوفية والقطنيـة والحريريـة التـي تناسـب اسـتخدامه وتلبـي احتياجاتـه طـوال فصـول السـنة فازدهرت مهنة الخياطـة وتعـددت مراكـز إنتـاج المنسـوجات ولقيـت تجـارة الملابـس اهتمامـا كبيـرا مـن المجتمعـات المتطـورة وأنشـأت لهـا حوانيـت وأسـواق خاصـة بهـا لتسـويقها وسـيرت لهـا قوافـل تجاريـة لتسويقها . وكغيـرهم مــن المنتوجــات المتحضــرة مــاو رس العـرب مهنــة الخياطــة والحياكــة وأولوهــا عنايــة واهتمـام كبيـرين تعـددت الملابـس العربيـة مـن عمـائم الـى أوزار ومـن جبـب وحبـل إلـى ملاحـف، كمـا انتشـرت مراكـز التصـنيع فـي أنحـاء مختلفـة فـي أنحـاء شـبة الجزيـرة العربيـة مثـل الـيمن وقطـر الأمـر الذي سـاعد علـى قيـام صـناعة متطـورة واسـتحواذ علـى تقـدير النـاس وأوضـحت مضـرب الأمثـال فـي الأدب والشعر العربي الجاهلي . والإسـلام هـو الآخـر أولـى موضـوع اللبـاس أهميـة بالغـة، وهـو بهـذا يعطـي اسـمي الأمثلـة فـي الرقـي الإنسـاني وكـذا أسـلوب التعامـل الاجتمـاعي القـويم، ويلاحـظ هـذا فـي مخاطبتـه القـرآن الكـريم للنـاس باتخـاذه اللبـاس حيـث قـال تعـالي '' يـا بنـي آدم قـد أنزلنـا علـيكم لباسـا يـواري سـوءاتكم وريشـا'' الأعراف الآية ( .)26 ولقد أدى الإسلام دور كبير في توسيع رقعة الدولة العربيـة الإسـلامية، بمـا أدى إلـى ازدهـار التجــارة وكـــذا اشـــتعال المنافســة الاقتصـــادية بـــين مراكــز صـــناعة إنتـــاج المنســوجات فـــي العـــالم مقدمة ب الإسـلامي، وكـذا لقـد أبيحـت حريـة التنقـل للعمـل والكسـب، زاد علـى ذلـك فلقـد تـوفرت عوامـل عديـدة ساعدت على إزهار الملابس الإسلامية والمتمثلة في إنشاء ديوان الطراز في العصـر الأمـوي وكـان ذلــك فــي عهــد الخليفــة عبــد الملــك بــن مــروان والــذي أســهم فــي تطــوير فــن تــزيين ملابــس الخلفــاء والوزراء وكذا تطريزها . والجــدير بالــذكر عنايــة الخلفــاء العباســيين بــديوان الطــراز واهتمــامهم بصــناعة المنســوجات وتشجيعهم لها، حيث كان للخلفاء يلبسون كل ما هو أف ،خذ يتنافسون على النادر مهمـا ارتفـع ثمنـه، ولقد كان لباسهم يشتمل على عمامة سوداء على الـرأس وقبـاءا مولـ دا اسـود مـن الح افـحو ريـر احمـر على الكتيفين بردة، ماأ فيما يختص بلباس العامة فكان عبارة عن عمامة على الـرأس وازارة وقمـيس وذراعـه للبـدن الـداخلي وفـوقهم سـترة ويسـتخدمون الحـذاء للقـدمين وكـذلك هـو الحـال بالنسـبة للعلمـاء ءابدوالأ والجغرافيون، فقد أولوها عنايـة كبيـرة إلا انـه يمكـن القـول بـأن العباسـيين كـانوا أكثـر اهتمامـا بــالملابس والمنســوجات علــى غــرار الأمــويين