Résumé:
أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بنعم لا تعد ولا تحصى ، ولا شك أن أهمها
الثروة المائية التي ارتبطت بحياة كل الكائنات ، حيث وردت كلمة الماء ومشتقاتها في القرآن
الكريم 37 مرة ، فهي لا تقدر بثمن ولا يمكن االاستغناء عنها.
وبما أن منطقة الشرق األوسط حاليا أو المشرق العربي أو الشرق الادنى كما كان
يسمى قديما ، عرفت بجفافها وقلة أمطارها بحكم وقوعها في الحزام الجاف للكرة الارضية
الا أن الانهار الموجودة بها ، كنهر دجلة والفرات ، نهر النيل ، نهر الاردن وروافده ،
اليرموك والليطاني وغيرها ، وهبت الحياة للمنطقة ، بدليل نشوء حضارات عريقة أبرزها
الحضارة السومرية على نهر الفرات ، الحضارة الفرعونية على نهر النيل ، التجمعات
القبلية على نهر الادرن وغيرها.
فكانت منطقة الشرق األوسط بزخمها الحضاري الثري باعتبارها مهبط كل الديانات
السماوية سواء اليهودية أو النصرانية أو الاسلام ، وكل الرسل والانبياء ومنطقة الانهار
الكبرى ، كل هذا جعلها تحتل موقعا جغرافيا مميزا ونقطة جذب للامبراطوريات
الاستعمارية منذ القدم ، فكانت حلبة للصراع على ثرواتها ، ولعل أبرز صراع عرفته
المنطقة هو الصراع الاسرائيلي العربي ، الذي انطلق منتصف القرن العشرين ، عندما
زرعت الحركة الصهيونية بمساعدة الاستعمار الغربي بذورها في قلب الامة العربية بإنشاء
دولة إسرائيل سنة 1948م على أرض فلسطين الحبيبة ، فشكل هذا الصراع مركز ثقل تدور
حوله المنطقة طوال عقود من الزمن.
فكان الماء جزءا أساسيا في هذا الصراع ، تحول مع مرور الوقت إلى مشكلة مزمنة في
الشرق الاوسط خاصة الدول المجاورة لاسرائيل ، فارتبطت بالظروف السياسية
والاقتصادية ، بما فيها الارض و الامن المائي والقومي عرفت خلالها المنطقة أحداثا أثرت
على السياسة المائية لطرفي النزاع على كل المستويات