Résumé:
لقد اعتاد الانسان منذ القدم على الدفاع عن حقه في الحياة باعتباره حق طبيعي منحته اياه الطبيعة، فلا يحق لأي شخص ان يسلبه هذا الحق غير ان التطور الحاصل اليوم في ميدان العلم والتكنولوجيا جعل الانسان يطالب بحق مناقض لحقه في الحياة وهو الحق في الموت الذي حظي باهتمام واسع في البيوإتيقا باعتبارها مبحث فلسفي معاصر يهتم بالجانب الاخلاقي للتطبيقات العلمية والتكنولوجية على الكائن الحي، خاصة مع ظهور مراكز طبية في العديد من المناطق في العالم وبالتحديد في الدول الغربية، تتوفر على تقنيات متطورة ومريحة لكل من يطالب بحقه في الموت. فالحالات التي استعصى شفائها وعلاجها وخاصة في المراحل الاخيرة من العلاج، تتوجه الى هذه المراكز اين يتم تخفيف ألام هؤلاء المرضى بالاعتماد على العلاج بالمسكنات، فلجوء المريض الى مثل هذه المراكز يكون فعل صادر عن رغبة منه، فهو يختار بكل حرية الذهاب الى هذه المراكز من اجل وضع حد لحياته التي اصبح شفاؤها غير ممكن، وهذا الامر لفت اهتمام الفلاسفة ورجال الدين والقانون وكذلك اللجان الطبية فانقسموا بذلك بين مؤيد ومعارض فهناك من ذهب الى ان وظيفة الطب هي تحقيق الشفاء وان الحياة هبة من عند الله وان المطالبة بهذا الحق هو تعدي على مشيئته وهذا اخلاقيا يتنافى مع تعاليم الدين ومبادئ المجتمع، في حين هناك من اعتبر ان الحق في الموت قضية تخص الفرد وحده وان له كامل الحرية في التصرف في حياته والمطالبة بالحق في الموت يعود اليه وحده لذا فان الاشكال الذي تتمحور حوله مسالة الحق في الموت، هل يمكن الاعتراف بالحق في الموت كحق من حقوق الانسان؟ ما هو الاساس الاخلاقي الذي يسمح للفرد ان يضحي بحياته؟ هل وضع حد للحياة هو حق فردي؟ ام انه يخضع لاعتبارات اخلاقية على اساس ان الفرد لا يتمتع بالحرية المطلقة؟
