Résumé:
إن السياسة التي اتبعتها فرنسا في الجزائر منذ أن وطأت أقدامها هذه البلاد عام 1830م تقوم أساسا على محو الشخصية الجزائرية. وإخضاع البلاد بالقوة وجعلها ميدانا للاستغلال الصريح للمستوطنين حيث أتاح الفرنسيون لأنفسهم كل شيء في الوقت الذي ادعوا فيه أنهم حولوا الجزائر إلى جزء لا يتجزأ من فرنسا. لكن ما وقع في الجزائر وفي فرنسا انطلاقا من 1939إلى1945 وما وافق ذلك من أحداث جسيمة عرفها الشعب الجزائري ابتداء بسقوط فرنسا إلى انتهاج جملة من الإصلاحات أبرزها أمرية 07مارس 1944م. ولهذا تعتبر التطورات في فرنسا والجزائر ما بين (1939_1945) من أهم المراحل التاريخية في التاريخ الحديث والمعاصر. لذلك عمدت السلطات الفرنسية إلى اضطهاد الوطنيين الجزائريين وحشدهم في السجون والمعتقلات وإعدام الآلاف منهم بدون تحقيق أو محاكمة، ونظرا للاحتجاجات والمظاهرات الشعبية والنضال السياسي لجأت إلى المشاريع الإصلاحية والتي كانت ترمي في معظمها إلى الإدماج والانصهار بغية الوصول إلى أهدافها. ومنه تستوقفنا بعض التساؤلات نذكر منها: ما هي الإجراءات الفرنسية في هذه الفترة؟ وما هي ردود الفعل الوطنية إزاء هذا الوضع ؟