Résumé:
سعت السلطات الاستعمارية الفرنسية جاهدة للاستفادة من طاقات الشباب الجزائري الحية، فسخرت جهودها وقوتها لتمتصها حتى تتمكن من توجهيها لتدعيم قوتها والحفاظ على مكانتها الدولية بإشراكهم في حروب خارج جغرافية أراضيهم، ولتجسيد هذا المسعى وإضفاء شرعية قانونية عليه توجهت أنظارها إلى أروقة المؤسسة التشريعية لضبط الجانب القانوني الداعم والمنظم له، والتي لم تتأخر في إصدار قانون التجنيد الاجباري خلال سنة 1912م، وبسبب هذا القانون وجد الشباب الجزائري أنفسهم مجبرين على خوض غمار حرب عالمية أولى وثانية كمجندين أقحموا ضمن وحدات الجيش الاستعماري الفرنسي في ساحات القتال في الأراضي الأوربية أو كعمال في المصانع المخصصة لدعم المجهود الحربي، إضافة إلى مشاركتهم فيما بعد في حرب الهند الصينية، ولم يتوقف الأمر عند الحد بل تعداه إلى قيام السلطات الاستعمارية الفرنسية باستغلال التدابير التي جاء بها قانون الجزائر الخاص الصادر في سنة 1947م لتسخير جهود الشباب الجزائري لضرب الثورة الجزائرية عن طريق إنشاء تشكيلات عسكرية معادية لها أخذت تسميات مختلفة منها: الفرق المتحركة للشرطة الريفية، فرق المخازنية، فرق الحركى والقومية، الوحدات إقليمية ومجموعات الدفاع الذاتي وفرق المهارى، مستغلة في ذلك.