Résumé:
تعرض الجزائريون منذ احتلال مدينة الجزائر إلى مختلف الانتهاكات والقهر والظلم الذي سلط عليهم من قبل الاستدمار الفرنسي؛ ومن ذلك مثلا أن الفلاحين قد تعرضوا إلى التجريد الممنهج والمكثف؛ والذي كانت نتائجه قاسية؛ وصلت إلى الخسارة شبه الكلية للأراضي خاصة الخصبة منها، فضاعت حقوقهم في الاستغلال العادي لهذه الأراضي، وفقدت وسائل العيش. لقد أدت القوانين المتعاقبة - ترسانة هائلة من القوانين- التي فرضتها الإدارة الاستعمارية على الأراضي، سواء الغابية أو التي على الشيوع إلى طرد هؤلاء الفلاحين والتضييق عليهم؛ حتى غدا الوضع مع مرور الزمن أن أصحاب الأرض الذين كانوا سادة عليها، صاروا يعملون بثمن بخس لتوفير قوت أبنائهم.
مرت سياسة تجريد الفلاحين من أراضيهم بمراحل وهذا بغية إنشاء أكبر عدد ممكن من المستوطنات، والذي يكفل لفرنسا بالتواجد المطلق في الجزائر؛ كان منطلقها مصادرة الأملاك الوقفية. ورغم ما مورس على هؤلاء غير أنهم لم يستسلموا، وقد عبروا عن ذلك في عديد المرات وبمختلف الوسائل؛ كان أهمها الانخراط- ودون تردد- في جبهة حمل السلاح؛ فكانت قاعدة الثورة التحريرية تتمثل في وجود هذه الطبقة من المجتمع وبكثافة؛ بل كانت المساهم الفعال في تطوع الطبقات الاجتماعية الأخرى لهذه الانتفاضة التي غايتها عودة أرض الجزائر المحروسة إلى ما قبل الخامس جويلية 1830.