Résumé:
نجد أنه من أهم الركائز األساسية التي تؤثر على نمو الطفل النفسي والجسدي واالجتماعي بشكل مباشر
أو بشكل غير مباشر الصحة النفسية لألم.
وتؤكد لنا األدبيات النفسية أن األم المستقرة نفسيا تشكل أمن وبيئة صحية لنمو الطفل نموا سويا ومتوازنا
حيث أنها تمثل المدخل األساسي لتنشئة أطفال أصحاء نفسيا واجتماعيا وعليه فإن أي تدخالت نفسية
ناجحة يجب أن تبدأ باألم قبل الطفل، فمن خالل ما وصلت إليه نتائج بعد الدراسات التي أجريت في هذا
المجال أن المحددات النفسية للصحة النفسية لألم نجد منها مستوى الوعي الذاتي والنضج االنفعالي، كذلك
نمط التفكير ونظرة األم لذاتها ولدورها األسري كذلك القدرة على التكيف مع الضغوط الحياتية واألسرية
ومهارات التواصل وحل المشكالت والتاريخ النفسي والمرضي لألم إضافة إلى وجود دعم اجتماعي وعاطفي
من الزوج أو العائلة ومدى االشباع العاطفي والرضا النفسي لدى األم.
من جهة أخرى نجد أن بعض الد ارسات خلصت إلى أن االنعكاسات الصحية النفسية لألم على صحة
طفلها، منها أن األم القلقة أو المكتئبة تنقل مشاعرها السلبية للطفل، كذلك كثرة العصبية والصراخ تؤدي
إلى اضطرابات سلوكية عند الطفل، أيضا أن األم المتوازنة تساعد على بناء طفل و اثق مستقر ومتزن،
واألطفال يتأثرون بمناخ األسرة أكثر من الكلمات المباشرة، وضعف الصحة النفسية لألم قد ينعكس في
صورة قلق مفرد عند الطفل أو انطواء أو عدوانية أو مشاكل نفسية وجسدية كتأخر النطق أو تبول ال إرادي
أو اضطرابات النوم وغيرها.
كما أشارت نتائج بعض الدراسات أنه من الضروري تأهيل األمهات نفسيا قبل وأثناء األمومة وتنظيم دو ارت
تدريبية لألمهات حول التربية اإليجابية، كذلك توفير خدمات دعم نفسي داخل المؤسسات الصحية، وتعزيز
ثقافة طلب المساعدة النفسية واشراك الزوج والعائلة في دعم األم نفسيا.
لذلك نسعى من خالل هاته الدراسة إلى تحديد أهم المحددات النفسية المؤثرة في الصحة النفسية لألم
وتوضيح انعكاساتها على صحة الطفل وعرض رؤية أساتذة جامعة قالمة في قسمي علم النفس وعلم
االجتماع حول الظاهرة.
ونطرح التساؤل التالي ما هي أهم المحددات النفسية التي تؤثر على الصحة النفسية لألم؟ وكيف تنعكس
هذه المحددات على صحة الطفل من وجهة نظر أساتذة قسم علم النفس وقسم علم االجتماع بجامعة
قالمة؟